المواطن مصرى 2
by Salman Mohamed on Tuesday, May 18, 2010 at 11:09pm ·
ولدى الحبيب .... هانذا أحملك بين ذراعى فور ولادتك و أنت لا تزال قطعة لحم حمراء ... أتأمل ملامحك الصغيرة و أسمع صوتك لأول مرة ... حاسس أنك عاوز تقولى كلام كتير ... بس أنا مش فاهم منك حاجة ... مأنت كمان كل كلامك جملة واحدة واء ... واء ... واء ... أفهم أنا ايه بقى ... طب أنا عندى ليك كلمتين خلينى اقولهملك ... أوعدك يابنى انى اعمل كل اللى فى جهدى علشان اربيك احسن تربية و اعيشك أحسن عيشة ... بس عايزين نتفق مع بعض على شوية حاجات ... مبدأيا كدة و فى ظل الظروف الاقتصادية اللى احنا عايشينها دى ... مش هقدر اوعدك بفترة طفولة طويلة ... أنت بقالك تسع شهور فى بطن الست الوالدة قايم نايم واكل شارب ببلاش ... يبقى كفاية طفولة بقى لغاية كدة و تعتمد على نفسك من هنا و رايح ... شوف يا سيدى انا هجبلك كل أول شهر باكيتتة حفاضات فيها 48 حفاضة ... دى تقضى بيها الشهر كله ... لو خلصت قبل الشهر ما يخلص مش مسئوليتى ... و عاوزك تبقى واد راجل كدة و نفسك مفتوحة و بتاكل كل خاجة ... انسى السيريلاك و اللبن الصناعى ... انت اصلك ماتعرفش العبوة منه بقت بكام دلوقت ... ولو لا قدر الله عييت ... تبقى تعيا فى أول الشهر ... علشان أعرف أوديك للدكتور و أجبلك الدوا ... لو معرفتش تظبط الحكاية دى و عييت فى نص الشهر ... هجيبلك الدوا من غيير ماتروح للدكتور ... يعنى حاجة كدة على الوصف و أنت و نصيبك بقى ... لو الحكاية باظت منك على الأخر و عييت فى أواخر الشهر ... هاستلف و اجبلك الدوا عادى جدا ... بس اعمل حسابك بقى الشهر اللى بعده يا حلو هتقضيه بالباكيتة ام 36 مش ام 48 زى كل شهر ... و ادينى بانبه عليك من الاول أهو علشان ماترجعش تقول مانت ماقولتليش ... ماتزعلش منى يابنى ... انا بوعيك لمصلحتك ... طب ده انا حتى و انا شايلك كده و بكلمك الكلمتين دول حاسس من جوايا بشعور غريب أول مرة احسه فى حياتى ... تقدر تقول كده انها مشاعر الأبوة الدافئة ... و حاسس ان ال .... آآآ ه يابن ال .... ايه اللى انت عملته ده ؟ ... و أنا اللى كنت فاكرها مشاعر الأبوة الدافئة بتتسرب منى ليك .... هى برضه دافئة ... بس التسريب المرة دى جاى منك أنت لية أنا ... و فاتح بقك و باصص فى السقف و لا اكنك عملت حاجة .... شكلك كدة عيل غبى و هتتعبنى فى تربيتك
ولدى الحبيب ... كل سبع سنين و أنت طيب ... شوفت الأيام بتعدى بسرعة ازاى ... الله ... المريلة البيج هتاكل منك حتة ... أنا خليت الست الوالدة تتنيهالك من جوة ... علشان لما تطول تبقى تفكلك التانية ... أعمل حسابك ان المريلة دى هتقضى بيها المرحلة الأبتدائية كلها ... فحاول انك ماتطولش زيادة عن اللزوم ... ايه رأيك بقى فى دى كمان ... جزمة سودا بانص أخر شياكة ... لأ لأ واسعة ايه ؟ .... ده انا مركبلك ليها فرشين ... واحد عدل و التانى مقلوب علشان ماتحسش أنها واسعة ... يلا ... هات بقى رجلك علشان البسك الجزمة ... دخل وش رجلك فى الزمة كدة ... بتقول ايه ؟ ... حاسس ان فى حاجة فى بوز الجزمة ؟ ... دى حتة قماش انا حططهالك فى الجزمة من قدام علشان تنطر رجلك لورا و ماتحسش ان الجزمة واسعة ... ايوة ايوة و دى كمان حتة اسفنجة حتطهالك فى كعب الجزمة من ورا علشان تنطر رجلك لقدام و ماتحسش ان الجزمة واسعة ... و بعدين بقى آآآ .. . ايه اللى خلاك تطلع دى كمان من مكانها ... أنت كل حاجة لازم تنكش فيها كدة يأخى ... رجع المخدة الصغيرة دى مكانها فى جنب الجزمة من جوة ... دى انا حططهالك علشان لما القماشة بتاعة قدام تنطر رجلك لورا و الاسفنجة بتاعة ورا تنطر رجلك لقدام ... تبقى فى حاجة ماسكة رجلك من على الجنب ... يلا بينا بقى ع المدرسة .. سلم على والدتك قبل ماتنزل خليها تدعيلك دعوة حلوة ... و قول ورايا دعاء الخروج من المنزل
يلا بسرعة خش اقف فى الطابور ... غنى مع زمايلك نشيد بلادى ... مالك ؟ ... باصص فى الأرض ليه و أنت بتقول النشيد ... أرفع راسك لفوق ... بص لعلم بلدك و هو بيرفرف فى السما ... غنى بلادى بلادى ... أنا مش سامع صوتك ... برضه لسة مش سامع ... انت فاكر لما هتزعق و تعلى فى صوتك كده هسمعك ... أنا هسمعك لما تقول بلادى من قلبك ... مش من بقك ...طلعها من جوة ... حس بيها ... دى البلد بلدنا ... و مهما جيه عليها ظالمة و مفسدين ... مسيرهم هيروحوا زى اللى قبلهم ما راحو ... و هتفضل البلد بلدنا ... أيوة كدة ... أنا سامعك بوضوح ... مانا أصلى سامعك بقلبى مش بودانى ... يلا بقى مع زمايلك على فصلك ... ركز فى كل كلمة استاذك هيقولها ... و لو حد من زمايلك احتاج منك براية ولا استيكة اديلوا ... احنا يابنى أينعم ناس على قد حالنا ... انما أهل كرم ... و متنساش بيت الشعر اللى بحفظهولك من امبارح ... قم للمعلم وفيه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا
أخرت ليه ... جرس الفسحة ضرب بقالو خمس دقايق ... طب يلا شوف حتة فاضية فى الحوش و أقعد فيها ... طلع بقى السندوتشات من الكيس البلاستيك ... هتلاقيهم ملفوفين فى ورقة جرنان ... أقطم قطمة بقى كدة من سندوتش الجبنة البيضة دى و قولى ايه رأيك ... و بعدين ... قول الحمد لله ... غيرك مش طايلينها ... أقطم كمان قطمة يلا ... ها . ها . ها ... أنا شايفك أهو بتبص بطرف عيتك على زمايلك اللى قاعدين على يمينك و بتسأل هما بياكلوا ايه ؟ ... صح ؟ ... طب أقطم كمان قطمة و هقولك ... زمايلك دول ياسيدى مسيحيين ... مأنا عارف ان الدين لله و الوطن للجميع ... هو أنت اللى هتقولى ؟ ... أنا بس بمهدلك أنهم بياكلوا سندوتشات مورتديلا ... و أحنا كمسلمين محرم علينا اكلها ... فهمت يا أبو مخ طخين ... أقطم كمان قطمة بقى ...ها ... تانى ؟ ... تانى؟ ... بتبص على زمايلك اللى على شمالك بياكلوا ايه ؟ ... طب أقطم كمان قطمة ... الأولانى ده ياسيدى بياكل جبنة رومى و اللى جنبه ده جبنة فلمنك ... اما التالت ده معاه جبنة شيدر ... و فى ظل الظروف الاقتصادية دى ... عاوزك تتعامل مع الأنواع السابق ذكرها من الجبن نفس معاملتك للمورتديلا ... لا تسأل عنها و لا تطلب منى أجيبهالك ... و من هنا و رايح عاوزك توسع مفهومك لمصطلح المورتديلا ... لأنه هيشمل حاجات تانية كتير ... أقطم بقى أخر قطمة ... أيوة الحمد لله ... أرمى ورقة الجرنان ... أنت بتعمل ايه ؟ هترميها فى الارض ... أنا ربيتك على كدة برضه ؟ ... روح لأقرب صندوق زبالة و ارميها ... ايوة كدة ... لأ ... ماترميش الكيس النيلون ... حطه معاك فى الشنطة علشان والدتك تحطلك فيه سندوتشات بكرة ... يلا بقى صلى الظهر و اطلع على فصلك
ولدى الحبيب ... انت دلوقتى كبرت و بقيت فى الاعدادية و أكيد مصاريفك هتزيد ... شوف يابنى ده كل مرتبى ...عدهم ... الطريقة الوحيدة علشان ازود مرتبى انى أقبل الرشوة ... يرضيك يابنى ؟ ... أصيل يابنى و الله ماهو ده العشم برضه ... وخد يابنى عد دول كمان ... ده مرتب الست والدتك ... و معندهاش حتى رشوة ... الطريقة الوحيدة انها تزود الفلوس دى أنها تطلع بقى على شاشة التلفزيون و تبوس الواوا زى غيرها ما بيعمل اليومين دول ... يرضيك يابنى ؟ ... قليل الاصل يابنى و الله ... تقبل ازاى ؟ ... فن ؟ ... مين اللى قالك ان الكلام الفاضى ده فن؟ ... التلفزيوووووون .... كويس انت قلتلى .... انا لازم اعمل مشوار مهم ... خلى بالك من والدتك على ماجى ... رايح مشوار كان لازم اى مواطن مصرى يعمله من زمان
محمد سالمان
No comments:
Post a Comment