تسللت سهام الهوى الطاغية الى حجرته ليلا...لم يستطع سلطان نومه أن يصمد
طويلا أمام قذفها المتواصل .. ف استيقظ و
تتبعها منصاعا ليقف أمام نافذته .. و لما صدرت
اوامرها بفتحها أنفتحت و كأنها لم تكن مغلقة .. و تجمد بصره على كيوبيد
يصوب سهمه .. راقبت عيناه بريق السهم فى شد الوتر
.. و تسألت نفسه متى المنطلق .. و سادت لحظات صمت طويلة فاق طولها قمة صبره
.. فقطعها بنبرة تحدى عنيدة و هو يكشف عن صدره قائلا ... "اضرب .. أنا أهو .. أضرب "
كيوبيد : طب أثبت يا عم و
ماتتحركش يمين و شمال ألا السهم ييجى ف شيش الشوباك
هو : ( يحاول أن يستوعب ما
يسمعه ... ثم يرفض عقله أن يقبله .. ثم ينظر بداخل غرفته لعله يصل لمصدر الصوت فلا
يجد أحد .. يعاود النظر الى كيوبيد )
أضرب باقولك .. أضرب
كيوبيد : طيب يا عم .. ماتستعجلنيش
بقى ألا السهم يقع منى
هو : ( و قد تأكد من مصدر الصوت
) على مهلك حضرتك .. على مهلك .. بس بسرعة
شوية
كيوبيد : ح عد لغاية تلاتة و أضرب .. واحد .. اتنين ..
ياعم ماتتحركش خلينى أخلص يوم بدرى بقى و أروح
هو : و المصحف ما اتحركت .. أنت
اللى متوتر مش عارف ليه
كيوبيد : يا عم مانا عمال ألف
من الصبح و طاير بجنحاتى زى ما أنت شايف كده و
مافيش أى تقدير
هو : طب معلش معلش .. أضربنى ا لسهم
ده و روح على طول
كيوبيد : طب يلا .. واحد ..
اتنين .. انا حاسس ان جناحاتى مش شيلانى و هقع .. مش قادر
هو : لأ لأ لأ .. تقع ايه .. ده أنا ماصدقت ألاقيك .. طب تعالى ريح على سور الشباك شوية .. تعالى
كيوبيد : ( يحاول الطيران
بصعوبة حتى يصل الى الشباك و ما يكاد يستقر عليه حتى يختل توازنه و يهم بالسقوط
لولا صاحب الغرفة يجذبه اليه ) شفت .. كنت
هقع
هو : ياسيدى خلاص حصل خير ..
استريح أستريح .. خد نفسك
كيوبيد : (يحاول أخذ نفسه
بصعوبة) يقطع الحب و سنينه
هو: معلش.. أستريح يا كيوبيد
كيوبيد : كيوبيد ؟!
هو : أيوه مش حضرتك برضه كيوبيد
؟
كيوبيد : أنت تعرف ان انا اللى
حببت روميو ف جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى .. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و
ماينفعش تقولى كيوبيد حاف كده .. قولى يا عم كيوبيد
هو : أسف .. ماقصدش .. ماتزعلش
يا عم كيوبيد .. كويس كده
كيوبيد : معقول
هو : طب يلا بقى قوم اضربنى
السهم ف قلبى علشان أقع ف الحب لشوشتى
كيوبيد : طب يابنى سيبنى استريح
شوية .. مالحقتش أخد نفسى حتى
هو : لأ لأ .. يلا أضربنى الاول
و ابقى استريح بعدين
كيوبيد : طب هات خمسين جنيه
هو : خمسين جنيه ؟! .. بتاعة
ايه ؟!
كيوبيد : تمن
السهم اللى هضربه ف قلب حضرتك ده.. و بعدين أديك شايف سهم
و نبلة و جناحات و بطير .. يعنى صارف و مكلف .. و لا انتو عايزين تقعدوا تحبوا و
تتحبوا ببلاش .. و لا عاوزينى انا بقى اصرف عليكوا .. و لو مش عاوز خلاص .. بلاها
خالص .. أنا ماشى
هو : لألأ .. قلبك أبيض .. حالا
تكون عندك الخمسين جنيه ( يهرول الى مكتب قريب منه و يفتح درجه .. ثم يدس بضعة
أوراق مالية ف جيبه قبل ان يخرج من بينها خمسين جنيه و يتجه بها الى كيوبيد الذى
مازال جالسا على الشباك) .. أتفضل .. يلا أضرب بقى
كيوبيد : ( يعتدل ف جلسته و
يستدير على الشباك لتصبح قدميه داخل
الغرفة ) طب يلا روح أقف ف أخر الاوضة
علشان أضرب السهم ف قلبك
هو: (يتجه لأخر الغرفة و يفتح
ذراعيه و اسارير الفرحة تغطى وجهه) يلا ..
أضرب
كيوبيد :( يشد السهم و يصوبه
اليه ) .. أسمك "كريم" .. مش كده ؟
كريم : أيوة .. عرفت أسمى ازاى
؟
كيوبيد : ( مازال ممسك بالسهم و
يصوبه) .. كل سهم عندى بيبقى مكتوب عليه اسامى الحبيبين .. كريم و سهى ( ثم يطلق السهم صوب قلب كريم )
كريم : ( يهم أن ينطق بالكلام
أو ان يتفادى السهم و لكن كان السهم أسبق من كلاهما .. أصاب قلب كريم مباشرة ثم
تلاشى كأنه غبار .. جحظت عينا كريم و مسك صدره بيديه كمن تلقى رصاصة به .. ثم جثى
على ركبتيه و نظر الى كيوبيد و هو يشير برأسه بالنفى)
كيوبيد : ايه يا عم .. أنت
بتعمل كده ليه ؟ .. هو أنا ضربتك برصاصة .. ده سهم حب .. قوم ماتوهمش نفسك .. أنت
مبحلق كده ليه
كريم : ( كمن يحاول التغلب على
صاعقة أصابته) .. نهى .. مش سهى
كيوبيد : هى مين ؟
كريم : البنت اللى أعرفها و
نفسى أحبها و تحبنى أسمها نهى .. أنا ماعرفش أى حد أسمه سهى
كيوبيد : ماقلتش ليه قبل ما اضرب السهم طاه .. هى بنات
الناس لعبة ؟!
*************************************
جلس كيوبيد على سرير كريم جلسة
القرفصاء .. و ظل كريم يجوب الغرفة أمامه ذهابا و ايابا ف عصبية و يضرب بضمة أحدى يديه كف الاخرى و يردد : أعمل ايه بس دلوقتى؟ ..
أعمل ايه؟ .. اعمل ايه ؟
كيوبيد :( موجها كلامه ل كريم)
: دى غلطة البت سمسمة
كريم : ( يتوقف عن الحركة و
يشير الى كيوبيد ف عصبية) مين سمسمة دى ؟
كيوبيد: دى البت اللى قاعدة على
السويتش تاخد اوردرات الحبيبة .. من ساعة ما استلمت و هى غلطاتها كتيرة و ملخبطة الناس فى بعضها كده
كريم : أه .. و الست سمسمة
دى راحت ملبسانى ف واحدة و لا عمرى سمعت
عنها قبل كده .. سهى .. مين سهى دى ؟ ..معرفش!
كيوبيد : طب ده كويس قوى انها
غلطت ف حرف واحد .. أحمد ربنا
كريم : هتفرق ف ايه حرف و لا
حرفين .. أهى واحدة تانية و السلام .. و
لا كانت هتجيبلى عواطف بدل نهى؟
كيوبيد: طب بالك أنت قصص الحب اللى بتحصل اليومين
دول بين بنت مسيحية و ولد مسلم او العكس و يهربو مع بعض و يعمللكوا فتنة طائفية
ف البلد .. سمسمة هى اللى بتبقى مطلعة اوردرادهم
كريم : بقولك ايه يا راجل انت
.. انا ماليش دعوة بالكلام ده .. أنت زى ما رمتنى بالسهم ده لازم تخرجه .. و الا
هتشوف منى الوش التانى يا كيوبيد
كيوبيد : كيوبيد؟! .. أنت تعرف ان انا اللى حببت روميو ف
جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى
.. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و ماينفعش تقولى كيوبيد حاف كده ..
قولى يا عم كيوبيد
كريم : يا عم كيوبيد .. يا
كيوبيد باشا بيه .. لو سمحت من فضلك .. هاتلى حل للمشكلة اللى أنت حاططنى فيها دى
.. و دلوقتى حالا
كيوبيد : خلاص أنا هكتبلك شكوى
باسمك و ارفعها للادارة .. انا هخليهم يرفدولك سمسمة دى
كريم : و انا هستفيد ايه ساعتها
.. أنا عايز حل لمشكلتى أنا
كيوبيد : طب ادى البنت
فرصة الاول
كريم : سمسمة ؟
كيوبيد : لأ .. سهى
كريم : ماتجبليش سيرتها يا
كيوب...قصدى يا عم كيوبيد
كيوبيد: مش يمكن تطلع كويسة ؟
كريم :يا سيدى كويسة ربنا
يوفقها .. وحشة ربنا يهديها .. أنا عاوز نهى ..
كيوبيد : ولما أنت متمسك ب نهى
قوى كده .. ما صارحتهاش بحبك من الاول ليه .. ايه اللى خلاك تستنى السهم
كريم : (يتلعثم ف الرد كمن يبحث
عن اجابة لم تكن حاضرة ) كنت.. كنت .. كنت مستنى الوقت المناسب
كيوبيد : شوف يا ابنى الحب
الحقيقى مايعرفش الحجج الفاضية دى
كريم : هاديلك مية جنيه و تشيل
تأثير السهم زى ما حطيته
كيوبيد : مممم .. طب هى فين المية
جنيه
كريم : ( يخرج ما فى جيبه من
نقود و يجمعهم حتى يصل للمية جنيه و يضعها
فى يد كيوبيد) يلا .. و ركز بقى المرة دى
كيوبيد : (يدس يده الاخرى ف
جيبه و يخرج الخمسين جنيه و يشير بها الى كريم و يقول) لو انت لسة بتدور على حب حقيقى بصحيح .. يبقى مكنش ينفع تشتريه ب دى ... ( ثم يشير اليه بالمائة و يقول
) اما لو انت حبيت بجد و دوقت طعمه ..
ماينفعش تشيله ب دى .. (ثم يضع النقود كلها ف يد كريم و يقول ) .. دول مش ممكن يأثروا فى حب حقيقى
كريم : ( يحاول ان يستوعب رسالة
كيوبيد ثم تأخذه العزة بالاثم ليصيح فى
وجه كيوبيد) .. أنت كداب و حرامى و نصاب يا كيوبيد
كيوبيد : ( يبتسم ف هدوء) ممكن
أسمحلك تقول عليا كداب لأنى قولتلك الحقيقة اللى كانت موجودة قدام عينيك طول الوقت و أنت مش عاوز تصدقها .. و ممكن
أسمحلك تقول عليا حرامى لأنى سرقت منك عكاز الامل اللى ب يتسند عليه كل نص عاشق فى سكة الانتظار .. و هسمحلك كمان تقول عليا
نصاب لانى استغلت ضعف هواك و خوفك علشان أ كشفك قدام نفسك .. لكن اللى مش ممكن
أسمحلك بيه أبدا .. أنك تقول عليا
"كيوبيد" حاف كده.. أنت عارف ان
انا اللى حببت روميو ف جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى .. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و ماينفعش
تقولى كيوبيد حاف كده .. قولى يا عم كيوبيد
كريم : عم كيوبيد .. أخرج بره
كيوبيد : طب ماتخلينى بايت معاك
للصبح .. الوقت أتأخر .. الصباح رباح
كريم : بره يا عم كيوبيد
كيوبيد : ( يومأ رأسه بالايجاب
و يتجه الى الشباك و يستعد للطيران .. و يوقفه صوت كريم ينادى عليه .. فيلتفت اليه
برأسه دون أن يغير اتجاه جسده)
كريم : روميو أنتحر ... و قيس أتجنن ... و دودى أتقتل
كيوبيد : بس ماحدش فيهم عاش
كاتم حبه جواه ( قالها و انطلق محلقا)