Monday, October 28, 2013

عم كيوبيد

تسللت سهام الهوى الطاغية  الى حجرته ليلا...لم يستطع سلطان نومه أن يصمد طويلا أمام قذفها المتواصل ..  ف استيقظ و تتبعها منصاعا ليقف أمام نافذته .. و لما صدرت  اوامرها بفتحها أنفتحت و كأنها لم تكن مغلقة .. و تجمد بصره على كيوبيد يصوب سهمه .. راقبت عيناه بريق السهم فى شد الوتر  .. و تسألت نفسه متى المنطلق .. و سادت لحظات صمت طويلة فاق طولها قمة صبره .. فقطعها بنبرة تحدى عنيدة و هو يكشف عن صدره  قائلا ... "اضرب .. أنا أهو .. أضرب  "

كيوبيد : طب أثبت يا عم و ماتتحركش يمين و شمال ألا السهم ييجى ف شيش الشوباك
هو : ( يحاول أن يستوعب ما يسمعه ... ثم يرفض عقله أن يقبله .. ثم ينظر بداخل غرفته لعله يصل لمصدر الصوت فلا يجد أحد .. يعاود النظر الى كيوبيد )  أضرب باقولك  .. أضرب
كيوبيد : طيب يا عم .. ماتستعجلنيش بقى ألا السهم يقع منى
هو : ( و قد تأكد من مصدر الصوت )  على مهلك حضرتك .. على مهلك .. بس بسرعة شوية
كيوبيد :  ح عد لغاية تلاتة و أضرب .. واحد .. اتنين .. ياعم ماتتحركش خلينى أخلص يوم بدرى بقى و أروح
هو : و المصحف ما اتحركت .. أنت اللى متوتر مش عارف ليه
كيوبيد : يا عم مانا عمال ألف من الصبح و طاير بجنحاتى زى ما أنت شايف كده  و مافيش أى تقدير
هو : طب معلش معلش .. أضربنى ا لسهم ده و روح على طول
كيوبيد : طب يلا .. واحد .. اتنين .. انا حاسس ان جناحاتى مش شيلانى و هقع .. مش قادر
هو : لأ لأ لأ .. تقع ايه  .. ده أنا ماصدقت ألاقيك .. طب تعالى ريح على سور الشباك شوية .. تعالى
كيوبيد : ( يحاول الطيران بصعوبة حتى يصل الى الشباك و ما يكاد يستقر عليه حتى يختل توازنه و يهم بالسقوط لولا صاحب الغرفة يجذبه اليه )  شفت .. كنت هقع
هو : ياسيدى خلاص حصل خير .. استريح أستريح .. خد نفسك
كيوبيد : (يحاول أخذ نفسه بصعوبة)  يقطع الحب و سنينه  
هو: معلش.. أستريح يا  كيوبيد
كيوبيد : كيوبيد ؟!
هو : أيوه مش حضرتك برضه كيوبيد ؟
كيوبيد : أنت تعرف ان انا اللى حببت روميو ف جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى  .. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و ماينفعش تقولى كيوبيد حاف كده .. قولى يا عم كيوبيد
هو : أسف .. ماقصدش .. ماتزعلش يا عم كيوبيد .. كويس كده
كيوبيد : معقول
هو : طب يلا بقى قوم اضربنى السهم ف قلبى علشان أقع ف الحب لشوشتى
كيوبيد : طب يابنى سيبنى استريح شوية  .. مالحقتش أخد نفسى حتى
هو : لأ لأ .. يلا أضربنى الاول و ابقى استريح بعدين
كيوبيد : طب هات خمسين جنيه
هو : خمسين جنيه ؟! .. بتاعة ايه ؟!
كيوبيد :  تمن  السهم  اللى  هضربه ف قلب حضرتك ده.. و بعدين أديك شايف سهم و نبلة و جناحات و بطير .. يعنى صارف و مكلف .. و لا انتو عايزين تقعدوا تحبوا و تتحبوا ببلاش .. و لا عاوزينى انا بقى اصرف عليكوا .. و لو مش عاوز خلاص .. بلاها خالص .. أنا ماشى

هو : لألأ .. قلبك أبيض .. حالا تكون عندك الخمسين جنيه ( يهرول الى مكتب قريب منه و يفتح درجه .. ثم يدس بضعة أوراق مالية ف جيبه قبل ان يخرج من بينها خمسين جنيه و يتجه بها الى كيوبيد الذى مازال جالسا على الشباك) .. أتفضل .. يلا أضرب بقى
كيوبيد : ( يعتدل ف جلسته و يستدير  على الشباك لتصبح قدميه داخل الغرفة )  طب يلا روح أقف ف أخر الاوضة علشان أضرب السهم ف قلبك
هو: (يتجه لأخر الغرفة و يفتح ذراعيه  و اسارير الفرحة تغطى وجهه) يلا .. أضرب
كيوبيد :( يشد السهم و يصوبه اليه ) .. أسمك "كريم" .. مش كده ؟
كريم : أيوة .. عرفت أسمى ازاى ؟
كيوبيد : ( مازال ممسك بالسهم و يصوبه) .. كل سهم عندى بيبقى مكتوب عليه اسامى الحبيبين .. كريم و سهى  ( ثم يطلق السهم صوب  قلب كريم  )
كريم : ( يهم أن ينطق بالكلام أو ان يتفادى السهم و لكن كان السهم أسبق من كلاهما .. أصاب قلب كريم مباشرة ثم تلاشى كأنه غبار .. جحظت عينا كريم و مسك صدره بيديه كمن تلقى رصاصة به .. ثم جثى على ركبتيه و نظر الى كيوبيد و هو يشير برأسه بالنفى)
كيوبيد : ايه يا عم .. أنت بتعمل كده ليه ؟ .. هو أنا ضربتك برصاصة .. ده سهم حب .. قوم ماتوهمش نفسك .. أنت مبحلق كده ليه
كريم : ( كمن يحاول التغلب على صاعقة أصابته) ..  نهى .. مش سهى
كيوبيد : هى مين ؟
كريم : البنت اللى أعرفها و نفسى أحبها و تحبنى أسمها نهى .. أنا ماعرفش أى حد أسمه سهى
كيوبيد :  ماقلتش ليه قبل ما اضرب السهم طاه .. هى بنات الناس لعبة ؟!

*************************************

جلس كيوبيد على سرير كريم جلسة القرفصاء .. و ظل كريم يجوب الغرفة أمامه ذهابا و ايابا ف عصبية  و يضرب بضمة أحدى يديه  كف الاخرى و يردد : أعمل ايه بس دلوقتى؟ .. أعمل ايه؟ .. اعمل ايه ؟
كيوبيد :( موجها كلامه ل كريم) : دى غلطة البت سمسمة
كريم : ( يتوقف عن الحركة و يشير الى كيوبيد ف عصبية) مين سمسمة دى ؟
كيوبيد: دى البت اللى قاعدة على السويتش تاخد اوردرات الحبيبة .. من ساعة ما استلمت و هى  غلطاتها كتيرة و ملخبطة الناس فى بعضها كده
كريم : أه .. و الست سمسمة دى  راحت ملبسانى ف واحدة و لا عمرى سمعت عنها قبل كده  .. سهى .. مين سهى دى ؟ ..معرفش!
كيوبيد : طب ده كويس قوى انها غلطت ف حرف واحد .. أحمد ربنا
كريم : هتفرق ف ايه حرف و لا حرفين .. أهى واحدة تانية و السلام  .. و لا كانت هتجيبلى عواطف بدل نهى؟
كيوبيد:  طب بالك أنت قصص الحب اللى بتحصل اليومين دول   بين بنت مسيحية و ولد مسلم  او العكس و يهربو مع بعض و يعمللكوا فتنة طائفية ف البلد .. سمسمة هى اللى بتبقى مطلعة اوردرادهم
كريم : بقولك ايه يا راجل انت .. انا ماليش دعوة بالكلام ده .. أنت زى ما رمتنى بالسهم ده لازم تخرجه .. و الا هتشوف منى الوش التانى يا كيوبيد
كيوبيد :  كيوبيد؟! .. أنت تعرف ان انا اللى حببت روميو ف جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى  .. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و ماينفعش تقولى كيوبيد حاف كده .. قولى يا عم كيوبيد
كريم : يا عم كيوبيد .. يا كيوبيد باشا بيه .. لو سمحت من فضلك .. هاتلى حل للمشكلة اللى أنت حاططنى فيها دى .. و دلوقتى حالا
كيوبيد : خلاص أنا هكتبلك شكوى باسمك و ارفعها للادارة .. انا هخليهم يرفدولك سمسمة دى
كريم : و انا هستفيد ايه ساعتها .. أنا عايز حل لمشكلتى أنا
كيوبيد : طب ادى البنت فرصة  الاول
كريم : سمسمة ؟
كيوبيد : لأ .. سهى
كريم : ماتجبليش سيرتها يا كيوب...قصدى  يا عم كيوبيد
كيوبيد: مش يمكن تطلع كويسة ؟
كريم :يا سيدى كويسة ربنا يوفقها .. وحشة ربنا يهديها .. أنا عاوز نهى ..
كيوبيد : ولما أنت متمسك ب نهى قوى كده .. ما صارحتهاش بحبك من الاول ليه .. ايه اللى خلاك تستنى السهم
كريم : (يتلعثم ف الرد كمن يبحث عن اجابة لم تكن حاضرة ) كنت.. كنت .. كنت مستنى الوقت المناسب
كيوبيد : شوف يا ابنى الحب الحقيقى مايعرفش الحجج الفاضية دى
كريم : هاديلك مية جنيه و تشيل تأثير السهم زى ما حطيته
كيوبيد : مممم .. طب هى فين المية جنيه
كريم : ( يخرج ما فى جيبه من نقود و يجمعهم  حتى يصل للمية جنيه و يضعها فى يد كيوبيد) يلا .. و ركز بقى المرة دى
كيوبيد : (يدس يده الاخرى ف جيبه و يخرج الخمسين جنيه و يشير بها الى كريم و يقول) لو انت لسة  بتدور على حب حقيقى بصحيح .. يبقى مكنش ينفع  تشتريه ب دى ... ( ثم يشير اليه بالمائة و يقول ) اما لو انت حبيت بجد و دوقت  طعمه .. ماينفعش تشيله ب دى .. (ثم يضع النقود كلها ف يد كريم و يقول )  .. دول مش ممكن يأثروا فى حب حقيقى
كريم : ( يحاول ان يستوعب رسالة كيوبيد ثم تأخذه العزة بالاثم  ليصيح فى وجه كيوبيد) .. أنت كداب و حرامى و نصاب يا كيوبيد
كيوبيد : ( يبتسم ف هدوء) ممكن أسمحلك تقول عليا كداب لأنى قولتلك الحقيقة اللى كانت موجودة قدام عينيك طول الوقت و أنت مش عاوز تصدقها .. و ممكن أسمحلك تقول عليا حرامى لأنى سرقت منك عكاز الامل اللى ب يتسند عليه كل نص عاشق  فى سكة الانتظار .. و هسمحلك كمان تقول عليا نصاب لانى استغلت ضعف هواك و خوفك علشان أ كشفك قدام نفسك .. لكن اللى مش ممكن أسمحلك بيه أبدا .. أنك تقول عليا  "كيوبيد"  حاف كده..  أنت عارف ان انا اللى حببت روميو ف جوليت .. و قيس ف ليلى .. و الاميرة ديانا ف دودى  .. يعنى عمرى قد عمرك مية مرة و أكتر .. و ماينفعش تقولى كيوبيد حاف كده .. قولى يا عم كيوبيد
كريم : عم كيوبيد .. أخرج بره
كيوبيد : طب ماتخلينى بايت معاك للصبح ..  الوقت أتأخر .. الصباح رباح 
كريم : بره يا عم كيوبيد
كيوبيد : ( يومأ رأسه بالايجاب و يتجه الى الشباك و يستعد للطيران .. و يوقفه صوت كريم ينادى عليه .. فيلتفت اليه برأسه دون أن يغير اتجاه جسده)
كريم : روميو أنتحر ... و قيس أتجنن  ... و دودى أتقتل
كيوبيد : بس ماحدش فيهم عاش كاتم حبه جواه ( قالها و انطلق محلقا)





 

Monday, October 21, 2013

بينرى وورلد 1 - فوتوشوب

 بينرى وولد هو عالم خيالى .. عالم كرتونى غير موجود ف الحقيقة .. و الشخصيات  فى هذا العالم أيضا شخصيات أفتراضية تماما .. ف الشخصيات كلها عبارة عن زيروز (أصفار) و "ونز"  (وحايد) .. حيث تمثل الزيروز الجنس الناعم فى هذا العالم الافتراضى .. و ال"ونز" .. يمثلون الجنس الذكرى ..  الوحدة الزمنية هى الميكرو سكوند  .


مشهد ليلى .. ايجل اي فيو ..  مبنى  مكون من طابقين فقط و لكنه يحتل مساحة شاسعة على الهارد ديسك مقارنة باالبرامج الاخرى.. مساحة كافية لبناء مستوطنة سكنية كاملة .. تحيط  به اللمبات الموفرة للطاقة  من الخارج مما يجعله أشبه بطاقة نور ... زووم ان .. يافطة  كبيرة على المبنى من الخارج و مكتوب عليها باللمبات الملونة  "فوتوشوب



داخل المبنى كان هناك صالة شاسعة تسكنها حركة ديناميكية  يقودها مجموعات من  ال(بيتس)   تتم بأعلى مستويات الدقة و السرعة  .. يتحركون فى مجموعات مكونة من ثمانية بيتس.. حركة المجموعات اشبه بالمارشات العسكرية  .. كل  مجموعة ترتدى قمصان متطابقة  لها  نفس اللون .. عندما تتداخل كل مجموعة مع الاخرى يتغير لون القمصان التى يرتدونها  طبقا لقواعد ال( ار جى بى)   الشهيرة ..  ظلت هذه التداخلات بين المجموعات المختلفة ف اللون حتى استقروا فى ثلاثة فيالق رئيسية .. كل فيلق يضم 256 ألف بيتس من الزيروز و الونز .. الفيلق الايسر يرتدون القمصان الحمراء و الفيلق الاوسط يرتدون القمصان الخضراء و اخيرا الفيلق الايمن فى قمصانه الزرقاء

يتقدم هذه الفيالق فيالق مشابهة بقمصان بيضاء .. هذه الفيالق الجديدة مقسمة الى عدة مجموعات .. كل مجموعة تشترك فى نوع الاداة التى يمسكونها بايديهم و يرفعونها على اكتافهم كسلاح عسكر المشاه... مجموعة منهم تسلحت بمقصات حديدية  .. و أخرى بأقلام رصاص ذات سن مدبب .. مكعبة أسفنجية ..جردل بوية .. فرشاة تلوين .. عدسة مكبرة  .. و غيرها من الاسلحة  الفوتو شوبية

فى نهاية الصالة الشاسعة توجد (أستيدج) تعلو عن الصالة و تغطيها ستارة حمراء تصل الى بداية الدور الثانى .. ما ان بدأت الستارة ان تفتح حتى توقفت حركة البيتس تماما و انقطع صوتهم و توجهت انظارهم جميعا اللى الاستيدج

 

أنفتح الباب المؤدى للأستيدج  لتخرج منه سبع زيروز كأنهم حراس شخصيين.. سرعان ما أخدوا مكانهم على الاستيدج .. و بدأت موسيقى ملكية .. و توجهت أنظار الجميع الى الاستيدج و أعينهم تترقب
جاء  وقع خطوات منتظم من خلف باب الاستيدج .. تلاه ظل صاحبة هذه الخطوات .. و أخيرا ظهرت على الاستيدج "مدام بيوتى" .. كانت بيوتى "زيرو" فائقة الجمال... ف الساعة الرابعة من عمرها و لكن من يراها لايعطيها أكثر من الثانية و النصف .. شعر أصفر ذهبى يتقدمه قصة تغطى نصف جبهتها الايمن و تضفى ظلالا على عينيها الخضراء .. أنف حادة رفيعة و فم يصعب ملاحظته بالعين المجردة .. لا يدل على وجوده الاالروج الاحمر الذى يكسو الشفتين .. قوام ممشوق يكسوه فستان أحمر غامق مطرز كله ب ترتر فضى .. يغطيه حتى بعد الركبة بقليل .. ثم يكمل المهمة بوت جزمة جلدية سوداء ذو كعب رفيع
وقفت مدام بيوتى تتأمل الفيالق أسفل الاستيدج .. تحرك عينيها بينهم يمينا و يسارا و كأنها رادار يستطيع كشف أى خروج عن المألوف.. ثم و قفت حركة عينيها و امتعضت شفتيها  قبا أن تنطق فى عصبية :
"ون رقم4865 "
أصابت هذه الجملة احد ال "ونز" الموجودين فى الفيالق بالذعر و زاغت عينيه يمنة و يسرى قبل أن تتلعثم شفتاه بالرد:
أفندم
عارف ايه هى أكتر ميزة  بتميز البرنامج بتاعنا ف نظام السوفت وير
الجمال يا فندم
الجمال ده شىء نسبى .. ممكن اللى تشوفه أنت جميل غيرك يشوفه وحش
يبقى .. يبقى .. يبقى الالوان الكتيرة يافندم
الالوان الكتيرة من غير نظام بتبقى فوضى .. هرجلة
يبقى النظام سعادتك
لو فيه نظام من غير دقة ف تطبيقه و تنفيذه يبقى روتين فاضى
تبقى الدقة حضرتك
تنزل مدام بيوتى من على الاستيدج يتبعها السبعة زيروز و تمر بين صفوف الفيالق و هى تستطرد قائلة:
قولى طبقت الدقة ازاى على نفسك النهاردة يا 4865
يستجمع ال "ون" المسكين قواه و يأخذ نفس طويل قبل أن يجيب:
صحيت ف معادى بالميكرو سيكوند .. كنت ف الطابور قبل التمام .. الجزمة متلمعة .. البنطلون مكوى .. الكسرة ف النص بالظبط .. توكة الحزام فى نفس صف زراير القميص .. الكرافتة مربوطة .. الدقن محلوقة .. الشعر كله على جنب و الفرق على اليمين ... يافندم
عندما انتهى من جملته الاخيرة  كانت مدتم بيوتى تقف امامه مباشرة وتجز على أسنانها قائلة :
لو أنت مؤمن فعلا بإن أهم حاجة ف برنامجنا هى الدقة .. و لو أنا حطة نظام بيتطبق و يتنفذ .. و لو قادرة أسيطر على البيتس الكتيرة اللى بيشتغلو معانا ..و استاهل أقف على الاستيدج اللى هناك دى.. مكناش هنلاقى "ون"زى حضرتك واقف فى طابور العرض و زرار القميص الاخير مفكوك .. قالتها و هى تسحب كرافتة ال "ون" الى الامام لتكشف عن زرار غير مربوط كان مختبئا  خلف  عقدة الكرافتة
"اااه"  شهقة مكتومة خرجت من البيتس الواقفين بجوارهم .. حاول 4865 أن يدافع عن نفسه و هم بفتح فمه و لكن نظرة حادة من مدام بيوتى فى عينيه مباشرة حالت دون ذلك  .. ثم وجهت له السؤال
تفتكر عقابك هيكون ايه دلوقتى ؟
جزا .. خصم ... ررر .. رفد ؟! .. قالها ووضع رأسه فى الارض كمن يستسلم للامر الواقع ..أغلق عينيه بعد أن  سمح ب دمعة تفر من أحداهما و تنسال على وجهه  .. أوقف الدمعة ظفر طويل ينعم  بغطاء راقى من المونيكيير .. فتح عينيه ليستكشف  ما يحدث .. فإذا بمدام بيوتى تزيل دمعته فى ابتسامة حانية غيرت ملامحها تماما و هى تقول :
الحب
الحب ؟! ... "4865  متعجبا"
مدت يدها لتغلق له الزرار الاخير و تشد عليه الكرافتة قبل أن تضع لمساتها النسائية على الياقتين و تجيب:
أيوة الحب .. الحب هو الحاجة الوحيدة اللى بتميزنا .. مش هتصحى ف ميعادك كل يوم غير لما  تكون حابب تروح شغلك ..مش هتقدر تتعاون مع زمايلك ف التيم غير لما تكون بتحبهم  .. مش هتفضل طول عمرك تمشى على القواعد غير لما تكون حابب النظام .. و الأهم من ده كله أنك تكون حابب اللى أنت بتعمله .. ( ثم توجه خطابها لجميع البيتس) .. الحب هو الوقود الوحيد المتجدد .. اللى كل ما تستهلكه أكتر هيزيد جواك أكتر و أكتر .. حبو شغلكوا .. حبوا بعضكوا .. حبوا الزبون اللى هيدخل هنا .. بالمناسبة عايزة أفكركوا اننا مستنيين زبونة النهارده .. عروسة و جاية تعمل الميك اب بتاعها عندنا ... (تنظر فى ساعة يدها) قدامها  خمسة ميكروسكوند و توصل
يقوم بعض جنود الفيالق التى تحمل الاقلام الرصاص برفع القلم الرصاص على أكتافهم  و نتيجة لهذه الحركة  (توب فيو ) يكشف عن رقم خمسة مكتوب باللغة الانجليزية  .. ثم يخفض بعضهم الاقلام و يرفعه اخرون ليتشكل رقم أربعة .. و تصاحب كل تشكيلة  صوت رنين ناتج عن اصطدام المقصات فى أيدى البيتس الذين يحملونها .. هذه الحركات مجتمعة كانت أشبه ببندول الساعة الذى بدأ ف العد التنازلى حتى وصلوا للرقم زيرو
بمجرد وصولهم للزيرو تلت رنين المقصات زغروطة طويلة أتت من خلف باب الدخول .. أعقبها دخول زيرو شابة و من حولها أربعة زيروز اخرين .. ودخلت خلفهم زيرو مسنة .. وقفت مدام بيوتى فى مواجهة الفتيات الخمس لتسأل بابتسامة عريضة :
مين فيكم العروسة ؟
قامت أثنتان من الفتيات بدفع الفتاة التى تتوسطهم للامام و تراجع الاربعة الى الخلف
بيوتى : اسمك ايه يا عروسة
العروسة: زينة
لم تكن زينة الا زيرو نحيفة ذو وجه أشقر يكثر به النمش خاصة حول الانف و الخدين .. شعر برتقالى مجعد .. ترتدى فيست رمادى و من أسفله بنطلون استرتش بنفسجى .. ثم شبشب فضى بصباع .. مظهر يعكس فتاة من أسرة بسيطة غير متكلفة .. أقتربت منها بيوتى و امسكت بيديها ووضعتها فى مواجهة المراة  و هى تنظر اليها و تقول :
النهارده ح خليكى أجمل زيرو ف السيستم كله  .. تحبى تبقى نجمة من نجمات هوليوود ؟
هزت زينة كتفيها ف علامة تدل على الحيرة
بيوتى : انجلينا جولى ؟  .. ولا كاميرون دياز ؟ .. أقولك .. جيسكا البا .. هه ايه رأيك؟
زينة : مش عارفة .. شوفى انتى تقدرى تعملى ايه ؟
بيوتى : (فى غضب و سخرية ) أقدر أعمل ايه ؟ .. أنا .. مدام بيوتى ؟ .. أقدر أعمل ايه؟ .. أنا ممكن أعملك ميك اب يخليكى سندريلا نفسها
زينة : سندريلا ؟
بيوتى : تطرقع بصباعيها الابهام و الوسطى مرتين .. و تصرخ فى صيحة استعراضية  "سندريلااااا" ..و بعدها مباشرة يتم عرض بوستر عملاق على الاستيدج ل صورة سندريلا الشهيرة و هى ترتدى فستانها الابيض السماوى و تمسك أحدى فردتى حذائها الفضى فى يديها
(كلوز اب على وجه زينة .. تفتح فمها فى انبهار و تغمض عينيها و تفتحهما مرتين و هى تنظر الى البوستر  لتتحقق مما ترى و تتسأل بتعجب )  سندريلا ؟؟

************************************


أيجل أى فيو لمبنى مكون من عدة طوابق .. يسود الصمت و الهدوء ف الشوارع المحيطة به .. يقف على مدخل المبنى جنديان من جنود الانتى فيروس .. الانتى فيروس هى الجهة الامنية فى النظام و المنوط بها حماية  البيتس و السيستم  داخليا و خارجيا
داخل المبنى  و فى الطابق الثالث توجد طرقة طويلة مفروشة بسجادة حمراء و على جانبى الطرقة أبواب مغلقة.. الباب الاخير فى هذه الطرقة تواجد بداخله ثلاثة جنود من ال "ونز"  .. أحدهم يجلس على مكتبه وهو الاعلى رتبة ..و الاثنين الاخرين يجلسان على الكرسيان المقابلان للمكتب
أخرج ال "ون" الاعلى رتبة صورة بورتريه  فوتوغرافية من درج مكتبه  لأحد ال "ونز"  و هو يعرضها للجنديين الاخرين و يقول :
أسمه "بيلى" .. فرحه النهاردة على بنت اسمها زينة .. زمانها دلوقتى عند مدام بيوتى
يسلم الصورة لأحد الجنديين ثم ينظر فى ساعته و يستطرد قائلا :
خلال نص دقيقة عاوزه يكون هنا على مكتبى .. الموضوع مايحتملش اى تأخير .. مفهوم؟
"مفهوم يا فندم" .. ينطق بها أحد الجنديين و هو يدس الصورة ف جيبه  قبل أن يؤدى التحية العسكرية و ينصرف بصحبة زميله 

*************************************
لينك الجزء الثانى