Thursday, April 20, 2017

فيروز Vs نجاة



بيكتوب اسمك يا حبيبى ع حور العتيئ .. دى الكلمات اللى كنت بسمع بيها اغنية فيروز .. ماكنتش عارف ايه حور العتيئ ده بس كنت مقتنع تماما انه نوع من أنواع الياميش اللبنانى .. جوز الهند ، قمر الدين ، حور العتيئ ، عين الجمل .. واضحة .. و كنت مقتنع تماما إن باقية الأغنية بتحكى عن اتنين بيحبوا بعض و مافيش ما بينهم أى خلاف من أى نوع .. هى بتكتب اسمه و هو بيكتب اسمها .. هى بتديله هدية و هو بيديها هدية .. هى بتحكى عنه و هو يحكى عنها .. و باقية التفاصيل اللى ماكنتش فاهمها كانت كلها بتصب فى بوتقة الياميش اللبنانى .. أهو منه فن و منه تسالى .. بس الحمد لله ماكنتش باستغرب و كنت بلاقى تفسير منطقى لكل أغنية .. و تعمقت بقى .. بقيت عارف إن فيروز فى أغنية عندها ابن اسمه شادى تاه منها فى السوق و كانت بتدور عليه .. و فى اغنية تانية كان فيه خدامة شغالة عندهم اسمها عاليا سرقت البوسطة و هربت .. يعنى تقدر تعتبرنى بقيت خبير استراتيجى ف الشأن الفيروزى .. و كانت الأمور متسقة تماما لولا ثغرة فنية بسيطة فى أغنية اسمها "انا لحبيبى و حبيبى الي"... فيروز بتقول فيها يا عصفورة بايضة لا بقى تسألى .. و انا كنت مستغرب جدا .. هى ليه فيروز سابت كل العصافير السليمة و راحت تكلم عصفورة بايضة يعنى .. هى البايضة دى دماغها فى إيه و لا فى إيه ؟ .. يعنى راقدة ع البيض و مستنياه يفقس و تطمن على ولادها .. مالهاش طولة بال ل فيروز و حبيبها دلوقتى .. لغاية ما واحد صاحبى اتريق عليا و قالى إنى باسمع غلط .. و إن فيروز بتقول يا عصفورة طايرة مش يا عصفورة بايضة .. اه ماهو صاحبى ده كان خبير استراتيجى برضك .. صاحبى بقى .. و الحمد لله بكده كنا قفلنا الثغرة الوحيدة ف الشأن الفيروزى و الأمن كان مستتب 

متهيألى المشكلة الحقيقية انى كنت رايح لفيروز و أنا محمل بثقافة نجاة .. نجاة بقى ماكنش عندها اى مصطلحات غريبة .. القريب منك بعيد و البعيد عنك قريب .. يمكن تستغرب الشيزوفرينيا اللى الراجل فيها بس الشهادة لله الكلام واضح .. عيون القلب سهرانة ..لفة شوية بس تتحل يعنى .. تشبيه و كدزه .. لدرجة إن نجاة نفسها حبت تعلى على نفسها و تحرق الاسعار فخبطت السادة المستمعيين ب والله براوة دوار حبيبى طراوة .. اللى هو ماينفعش ماتبقاش فاهم اللى بيتقال .. عودتنا إن الاغنية مختزلة فى كلمات سطحية ظاهرية .. و غالبا مش بتكون جملة مفيدة مفهومة .. كلام عام مرسل.. يعنى تروح مدياك ياللى أمر من بعدك لقاك .. و أنت لسة بتحاول تفهم الكوبليه ده و قبل ما تعلن استسلامك .. بتكون دخلت عليك ب ياللى أمر من هجرك رضاك .. فأنت تتلخبط أكتر بقى .. تروح هى هوب .. ياغربتى و أنت بعيد عنى .. مفهوم ده عايزاه يرجع .. تروح نجاة مكملة .. ياغربتى و أنت قريب منى .. يادى النيلة السودا .. المهم انها بتسيبك و أنت مؤمن تماما بخلو الأغنية من أى سياق درامى محتمل 

لغاية فى يوم من الأيام كنت مسافر مع جماعة زمايلى و كانوا مشغلين أغنية بكتب اسمك يا حبيبى لفيروز.. و زميلى سألنى عارف يعنى ايه حور العتيئ .. قولت له لأ .. مش علشان أنا كنت شاكك فى كونه نوع من أنواع الياميش .. بالعكس ده أنا كنت متأكد من كده .. الفكرة بس أنى ماكلتوش قبل كده .. و حسيت انه غالى قوى لدرجة إن ابويا عمره ماجابهولنا ف اى رمضان مع الفسدق و الكاجو .. و ماعرفش اذا كان مملح زى اللب و لا مزز زى الزبيب .. كبير زي القراصية و لا صغير زى اللوز .. ف حبيت اعفى نفسى من الحرج و قولت لأ .. شرحلى الأغنية .. و هنا كانت المفاجأة .. أول مرة أفهم فيروز بتقول ايه .. أول مرة أفهم انها بتبستف حبيبها بالذوق و إن بينهم ما صنع الحداد أصلا .. أول مرة أشوف القصة اللى جوة الأغنية 

قمت ما كدبتش خبر بقى .. عرفت إن كل أغنية جواها قصة و سيناريو و حوار بس انا اللى مش مركز .. رجعت للفنانة نجاة و انا محمل بثقافة فيروز .. حاولت و الله يا جماعة .... مافيش لا قصة و لا سيناريو و لا يحزنون .. فى المريخ .. ايه القصة اللى ممكن تطلع من و الله براوة دوار حبيبى اخر طراوة ؟! .. اديتها فرصتها و قولت يمكن بس بترسم الديكور من برة و القصة جاية قدام .. يا مسهل .. اروحله اشرب و لا أروح أشرب حدانا .. ماتشربى من اى حتة يا نجاة يعنى ايه المعضلة فى كده مش فاهم .. و بعدين ايه ميزة إن دوارحبيبك طراوه يعنى ؟ .. أنتى بس علشان بتغنى ف الصيف.. ده فى الشتا ح يبقى رصريص يا حبيبتى .. و ح تقعدى تسبى و تلعنى .. مش جادة فى علاقتها نجاة دى .. تحس كده أنها جاية سيزون و مروحة .. و فى عز ما الأغنية دى مكسرة الدنيا فى مصر أنا حابب حضرتك تحط نفسك مكان الشاب المكافح اللى شقته قبلى .. ده خلاص مستقبله ضاع .. مافيش واحدة ح ترضى بيه .. المجتمع كان على حافة الانهيار لولا خالدة الذكر فيروز .. فى محاولة منها لرأب الصدع راحت نازلة ب حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا..أحيت من جديد الأمل جوه قلوب شباب الشقق القبلى ..صاحبك على عيبه بقى صيف شتا .. الأسوأ بقى إن نجاة مشوشة .. مش عارفة هى عاوزة ايه .. فى واحدة ف الدنيا تغنى لحبيبها .. روح يا نوم من عين حبيبى .. ده راجل نايم عادى جدا زى أى كائن حى على سطح الكوكب و مش مدى أى خوانة ..لأ و ايه .. مش بتغنيله قوم يا حبيبى من النوم ؟ .. ولا ح ارن على حبيبى اصحيه بالتليفون ؟ .. لأ.. بتخاطب النوم شخصيا .. روح يا نوم .. شوف الجبروت .. وصلت لقوى الطبيعة الكونية ذات نفسها.. الكابل البحرى شخصيا ..مش لسة بقى ح تقعد تقطع كابل و تفصل راوتر و تعزل سنترال .. روح يا نوم .. خبط لزق كده .. و تدور بقى ف الأغنية هى عاوزاه يصحى ليه؟ .. يا ترى ايه الموضوع المهم الحيوى المميت اللى عايزه تكلمه فيه؟ .. مافيش .. أهو يصحى الأول وبعدين نشوف ممكن نبقى نعمل بيه ايه .. مع العلم إن فيروز ليها اغنيتين "من عز النوم بتسرقنى" و "حبيتك تنسيت النوم" و بتشتكى من نفس العرض بتاع السهران ده و عمرها ما فكرت تصحى الراجل بأى شكل من الأشكال .. بنت أصول بصحيح... عارفة امكانيات اللى قدامها و بتطلب طلبات على قد الامكانيات اللى موجودة .. حتى لما بعتت "مرسال المراسيل" لحبيبها اديته العنوان بالظبط و قالتلوا تروح تديله المنديل و تجيب صورته .. فى السخان .. نجاة مسكة نفس المرسال فى أغنية" مرسال الهوى" توهته .. روح بلغ حبيبى شوق و محبة و ليالى وورد و ياسمين و بلا بلا بلا .. الراجل راح مارجعش .. المرسال نفسه ماستحملهاش 

حاولوا يا جماعة علاقتكم بالناس تكون من النوع الفيروزى .. واضحة و صريحة و محددة .. صعبة شوية بس ليها سياق منطقى مفهوم .. بلاش العلاقات النجاتية العايمة دى و فيها كل حاجة و عكسها .. فرهدة و تضييع وقت ع الفاضى .