Monday, May 2, 2016

بينرى وورلد 5 - فرحة ما تمت



مشهد ليلى – داخلى – قاعة الفرح
بدأ  "بيلى"  و "زينة "  فى القيام من مقعدهما فى الكوشة متوجهين الى الاستيدج التى بدت خالية تماما من اصدقائهما بعد أن نزلوا عنها و التفوا اسفلها موسعين المجال للعروسين لبدء رقصتهما الخاصة  .. و انتهى مايسترو الفرقة الموسيقية  من وضعية نوتته الموسيقية .. و نظر لفرقته للتأكد من استعدادهم و القى نظرة الى الاستيدج بالاسفل ليتأكد من استعداد بيلى و زينة كذلك .. فقد وقفا فى مقابلة بعضهما تفصلهما عن بعض سنتيمترات  فى انتظار الموسيقى .. و رفع المايسترو يديه و هم فى إعطاء اشارة البدء
"استنى" ... فاجأ أحد عازفين الفيولينا  المايسترو بهذه الكلمة .. فقابلها المايسترو بنظرة جاحظة غاضبة  .. و هز رأسه بالنفى فى بطأ .. ثم رفع يديه مرة أخرى استعدادا للبدأ

العازف : اسمع كلامى بس المرة دى .. صدقنى مش ح تندم
المايسترو : ( يجز على أسنانه)  سكوووت .. كله يلتزم بالنوتة
العازف : عندك حق .. و النوتة فعلا هايلة .. و موسيقى السلو الكلاسيك روعة .. و لو عازفناه الكل ح يبقى مبسوط
المايسترو :  يبقى ايه لازمته اللى انت عامله ده .. التزم بالنوتة .. يلا ح نبدأ
العازف : استنى بس ... النوتة دى كنا محضرينها قبل مانشوف العروسة و هى لابسة سندريلا .. احنا معنا نوتة ل رقصة سندريلا
المايسترو : ولا كلمة زيادة .. مافيش تغيير ف النوتة
ظل الجدال دائرا بين المايسترو و عازف الفيولينا فى اصوات هامسة بينهما .. ظلت تعلو رويدا رويدا .. حتى وصل ذلك الهمس الى العروسين بالاسفل
زينة : ( تنظر بطرف عينيها الى الحجرة المظلمة بالأعلى و التى تضم الفرقة الموسيقية)  هو فيه ايه بالظبط ؟
بيلى : مافيش حاجة .. كله تمام أهو
زينة : اومال ليه مزيكا السلو مابدأتش ؟
بيلى : لأ .. إزاى .. بدأت .. انتى اللى مابترقصيش ...  ( ثم يمسك بكتفى زينة و يهزهما يمنة و يسرا)   تا .. تاتاتا .. تيرا.. را رارا
زينة : امممم .. ظريف .. اتفضل حل المشكلة دى .. و لا ح تبدأ تهرب من المشاكل من أولها
بيلى : اوففف  ( ثم يتحرك الى حافة الاستيدج و يتوجه بمخاطبة الفرقة الموسيقية بالأعلى )   فيه مشكلة يا مايسترو .. احنا مستنيين المزيكا .. ممكن نبدأ ؟
المايسترو : عاجبك كده ؟!
عازف الفيولينا : أسف .. أسف .. بس متهيألى حضرتك دلوقتى أقتنعت بوجهة نظرى .. ممكن نبدأ حالا ب سندريلا
المايسترو : ماينفعش  برضه
عازف الفيولينا : ليه تانى !
المايسترو : لأن العرسان هما اللى اختاروا المقطوعة  دى .. و مش ح ينفع نغيرها من غير ماناخد رأيهم
بيلى : يا مايسترووو !
( يبدأ عازف الفيولينا فى التحرك نحو حافة البالكون للرد على بيلى)
المايسترو : تعالى هنا يا مجنون .. أنت رايح فين ؟
عازف الفيولينا :  ( يطل من البالكون )  احنا أسفين جدا يا جماعة .. احنا ح نبدأ حالا .. كل الحكاية أننا كنا عايزين نغير مزيكا السلو من الكلاسيك االى اختارتوها  ل سندريلا علشان تبقى لايقة أكتر مع العروسة .. ح تبقى أحلى كتير .. ايه رأيكم ؟
( ينظر بيلى الى زينة .. فتهز رأسها بالموافقة  فى سرور)
بيلى : اوكيه موافقين .. ممكن نبدأ
( يعود عازف الفيولينا الى مقعده و الابتسامة لا تغادر و جهه .. ويبدأ المايسترو فى طى النوتة الموجودة أمامه فى ضجر و التوجه الى حقيبته و انتقاء نوتة أخرى يبدأ فى توزيعها قبل أن يرفع يديه و يشير لقرقته بالبدأ .. تبدأ الفرقة بالعزف ... )


 يمسك بيلى يد زينة اليسرى بيده اليمنى  و يلف يده اليسرى حول خصرها .. و يبدئا  ف التمايل سويا على وقع انغام البيانو البطيئة 
زينة :شفت بقى ..  أى مشكلة تحصل  ممكن نحلها .. بس لازم نواجهها
بيلى : أنا برده ب اهرب من المشاكل ؟
زينة : امممم ... مش قوى .. تقدر تقول كده انك بتتجاهلها لغاية ماتكبر ..  لازم حد يزقك
بيلى : و أنتى بقى اللى ح تزوقينى !
زينة : لأ يا حبيبى .. أنا اللى ح اكون السبب الرئيسى ف كل مشاكلك من هنا و رايح
بيلى :  أنا كده بدأت أحب المشاكل اللى ح تحصلى
زينة : اما نشوف ...  الجدع اللى مايرجعش ف كلامه
بيلى : ايه ده ؟ .. أنتى مش واثقة فيا و لا ايه ؟
زينة : الثقة دى مش حاجة الواحدة تقدر تمنحها لحد معين  .. دى حاجة الحد ده هو اللى بيجبر الواحدة دى  أنها تديهاله  ... و ده بيبقى نتيجة مجموعة من المواقف و الاحداث .. اللى الواحد ده..  أثبت فيها للواحدة دى..  أنه جدير بالثقة دى ... تقدر تقول كده افعال مش أقوال
بيلى : أفعال ؟ !  ( و قد بدأت  أنغام الفيولينا تشارك البيانو و تزيد من سرعة النغم)
زينة : اممم .. أفعال
( عندها يبدأ بيلى فى لف يديه الأثنتين حول خصرها .. و يرفعها بكلتا يديها حتى  تعجز قدميها عن ملامسة الأرض تحتها .. و يبدأ فى الدوران فى محيط الاستيدج ببطء ثم يزيد من سرعته و ينتزع من زينة ضحكات متقطعة خافتة يزيد طولها و نبرتها مع زيادة سرعته فى الدوران)
و بينما تكمل ضحكات زينة سيمفونية الفرقة الموسيقية .. كان الجنديان من الانتيفيروس قد غادرا مبنى الفوتوشوب بعد أن اخذا عنوان الفرح للإمساك ب بيلى كما هو منوط بهما ..  و مازال بيلى يدور حول الاستيدج و مازالت ضحكات زينة تزيد ... ومازال " كيشو"  واقفا  على المسار المؤدى لل ( رام ميمورى)  ليتأكد من  خروج المزيد و المزيد من جنود الفيروس كما أمره الجنرال "ماكدونالد" .. ازدادات ضحكات زينة أكثر و أكثر حتى بدت ممزوجة بالصراخ .. عندها بدأ بيلى فى إبطاء حركته الدورانية و إنزال زينة على الأرض مرة أخرى لإكمال رقصتهما سويا .. و التحرك سويا على نغمات الموسيقى ..
بيلى : بحب اسمع ضحكتك دى .. بتبقى طالعة م القلب  .. واثقة فيا دلوقتى ؟
زينة : بعد الدوخة اللى أنت دوختهالى دى و الفرهدة اللى أنا فيها ..الثقة بدأت تنزل لأدنى مسوياتها بصراحة ...  أنا ممكن أعمل زى سندريلا بحق و حقيقي .. أسيب الفرح و أطلع أجرى
بيلى : و أنا ح أعمل زى أمير سنددريلا و ابعت وراكى كل جنودى يدوروا عليكى
زينة : كل جنودك ! .. و حتجيب منين الجنود دى بقى ياعم الغلبان أنت
بيلى : هو بلاغ صغير إن فيه واحدة منتحلة شخصية سندريلا  و قوات الانتيفيروس  ح تقوم بالباقى .. صدقينى .. أنا دارس قانون و عارف كويس إن دى جنحة تستوجب العقاب
زينة : فاكر الثقة اللى كانت نزلت لأدنى مستوياتها من شوية .. دى كانت مرحلة مزدهرة جدا فى علاقتنا مع بعض .. ماعتقدش أننا ح نقدر نوصلها تانى .. عايز تبلغ عنى يا بيلى !
بيلى : أنا ممكن أعمل أى حاجة .. المهم إنك ماتبعديش عنى
( تفلت زينة نفسها من حضن بيلى .. و تطلق يدها اليسرى من يده .. و تطلق يدها اليمنى من قبضة يده اليسرى  أيضا لتتركها تمسك بأطراف  اصابعه  اليسرى فقط .. و تميل جهة اليسار لتكون أبعد ما يكون عن جسد بيلى .. و تبدأ فى الدوران حول نفسها و هى ممسكة باصابع بيلى )
زينة : البعد ده مش حاجة وحشة ..  فى بعض الاحيان بيبقى مطلوب .. ماتخليش حبك لية يبقى زى قفص العصافير اللى بيحبسهم ويقيد حريتهم
( يحكم بيلى قبضة يده اليسرى على يد زينة .. ثم يجذبها نحوه مرة أخرى .. لترتمى فى حضنه)
بيلى : أدينى سيبتك تبعدى .. واثقة فيا دلوقتى ؟
زينة : أنت ماسبتنيش .. أنا اللى خرجت من قفص حبك
( يفلت بيلى يده اليسرى تماما .. و يفك يده اليمنى من حول خصرها و يدس أطراف اصابع يده اليمنى بين كف زينة الأيسر لتمسك بهم .. ثم يطلقها من بين أحضانه ناحية اليمين لتكون أبعد ما يكون عن جسده مرة أخرى و لكن من ناحية اليمين .. و تبدأ زينة فى الدوران و الالتفاف حول نفسها و هى مازالت ممسكة بأطراف اصابعه... وما أن تنهى زينة دورانها حتى تعود بنفسها لأحضان بيلى)
زينة : أهو كدة .. الحركة دى فى حد ذاتها كفيلة أنها ترفع ثقتى فيك
بيلى : يعنى نقدر نقول أننا رجعنا ل " أدنى مستوياتها"
زينة : ياااه ...  ده أنت طماع قوى
بيلى : طماع ايه .. ده احنا داخلين على " أعلى مستوياتها " بس أنتى مش واخدة بالك
( توشك الموسيقى على الأنتهاء .. و يتقدم بيلى فى خطوات ثابتة طويلة الى الأمام ممسكا ب زينة  ليدفعها وهى  تتحرك بظهرها حتى تصل إلى حافة  الأستيدج  .. و يظل بيلى فى الدفع .. فما يكون من زينة إلا أن ترفع قدمها اليمنى لتلتف حول سلق بيلى اليسرى خوفا من الوقوع و تغمض عينيها .. و يدفع بيلى دفعة أخرى خفيفة و هو يلف يده حول خصرها .. فتميل زينة  بنصفها العلوى للخلف .. و لا يمنعها من السقوط سوى يد بيلى حول خصرها .. ثم يميل بيلى بجسده فوق جسد زينة  و هو يقترب من وجهها لتقبيلها ... تشعر زينة بأنفاسه تقترب و هى لاتستطيع أن تحرك ساكنا .. فقط تفتح عينيها ببطء )
فتحت زينة عينيها لترى القاعة مقلوبة و هى فى هذا الوضع المائل ..  رأت حذاءين جلديين ينسدل من كل منهما ساقين معلق بهما سيف مقلوب .. ثم درع معدنى و رأس جندى من جنود الانتيى فيروس .. لم تلبث كثيرا لترجمة  هذه الصورة المقلوبة لجنديي الانتي فيروس اللذان وقفا على مدخل القاعة .. وضعت أصابعها أمام فمها لتحول دون وصول قبلة بيلى لها
زينة : بيلى .. الحقنى .. دول جايين يقبضوا عليا فعلا
بيلى : انتى بتقوللى ايه ؟
( تشير زينة لجنديي الانتي فيروس  فينظر اليهما بيلى و هو مازال ممسكا بخصرها ليمنعها من السقوط )
بيلى : ماتخافيش يا زينة .. أنا ح اطلعك منها زى الشعرة من العجينة .. واثقة فية ؟!
زينة : مممم
بيلى : مش وقت تردد يا زينة .. واثقة فيا ؟ .. مافيش وقت .. دول جايين علينا ..  واثقة ؟
زينة : اه .. اه
بيلى : اه ايه ؟ .. نفسى اسمعها
زينة : أه واثقة فيك يا بيلى .. واثقة فيك .. واث....حيييه ... دربجن ... أااااه
( خرجت الاهه الاخيرة من زينة بعد سقوطها من على الاستيدج .. ف بمجرد سماع بيلى لجملتها الاخيرة .. مالبث أن سحب يده من خلف خصرها ليتركها تقع من اعلى الاستيدج  .. ووقف منتصبا على الاستيدج  يشد فى نفسه و ينظر الى الجنديين فى تحدى .. استحالة تاخدوها منى .. ياانا ياانتوا ... ثم يقفز من على الاستيدج .. و يقف أمام جسد زينة الملقى ع الأرض و يفرد ذراعيه لمنع الجنديين من الوصول اليها)
الجندى : أنت بيلى
بيلى : أيوة .. أنا بيلى .. ودى زينة مراتى و مش سندريلا .. زينة مالها ش أى ذنب .. هى ماتعمدتش الانتحال .. مدام بيوتى هى المسئولة الأولى .. و انا مستعد اتحمل أى مسئولية مكان زينة .. اقبضوا عليا أنا .. احبسونى أنا .. لكن ماحدش فيكم ح يقرب من زينة
الجندى : طب اتفضل معانا
بيلى : أنا ؟! .. مش ح تاخدوا زينة ؟
( لكمته زينة بكوعها فى كتفه إثر هذه الجملة .. و هى تحاول أن تصلب طولها من وقعتها)
الجندى : لو سمحت بلاش تضييع وقت و اتفضل معا نا  من ... ( قطعت صفارة انذار الانتي فيروس عبارته الأخيرة)
اثارت صفارة الأنذار ذعر كل المدعويين و بدأوا يتسارعون فى خوف  لمغادرة القاعة .. و سحب الجنديين بيلى من يديه و انطلقا ليغادرا القاعة .. وتمسكت زينة ب جاكتة بيلى ليتم جرها معهم .. أخذت زينة تنادى على بيلى ليشرح لها ما يحدث .. و ظل بيلى يطمئن زينة و يخفى قلقه .. ولكن عبارات الاثنين تاهت بين صرخات المدعويين و حركات التصادم و التداخل العشوائية لمغادرة القاعة .. ومع سرعة الجنديين سقطت زينة على الأرض و ظلت تتابع بناظرها بيلى الذى اختفى بدوره  عند باب القاعة .. و هى تهمش باسمه ... بيلى .. و التقطت "فريسكا "ا بنتها" زينة " من الأرض و لحق بهما أبوها  " فرايد" .. و هرعا بدورهما الى باب القاعة ليكونا أخر الخارجين منها .. و انطوت القاعة على اركانها الفارغة .. و ساد الصمت المطبق لا يقطعه إلا صفارة إنذار الانتى فيروس .. ليعلن عن فرحة ما تمت  


****************************************** 

 يتبع