Monday, May 2, 2016

بينرى وورلد 5 - فرحة ما تمت



مشهد ليلى – داخلى – قاعة الفرح
بدأ  "بيلى"  و "زينة "  فى القيام من مقعدهما فى الكوشة متوجهين الى الاستيدج التى بدت خالية تماما من اصدقائهما بعد أن نزلوا عنها و التفوا اسفلها موسعين المجال للعروسين لبدء رقصتهما الخاصة  .. و انتهى مايسترو الفرقة الموسيقية  من وضعية نوتته الموسيقية .. و نظر لفرقته للتأكد من استعدادهم و القى نظرة الى الاستيدج بالاسفل ليتأكد من استعداد بيلى و زينة كذلك .. فقد وقفا فى مقابلة بعضهما تفصلهما عن بعض سنتيمترات  فى انتظار الموسيقى .. و رفع المايسترو يديه و هم فى إعطاء اشارة البدء
"استنى" ... فاجأ أحد عازفين الفيولينا  المايسترو بهذه الكلمة .. فقابلها المايسترو بنظرة جاحظة غاضبة  .. و هز رأسه بالنفى فى بطأ .. ثم رفع يديه مرة أخرى استعدادا للبدأ

العازف : اسمع كلامى بس المرة دى .. صدقنى مش ح تندم
المايسترو : ( يجز على أسنانه)  سكوووت .. كله يلتزم بالنوتة
العازف : عندك حق .. و النوتة فعلا هايلة .. و موسيقى السلو الكلاسيك روعة .. و لو عازفناه الكل ح يبقى مبسوط
المايسترو :  يبقى ايه لازمته اللى انت عامله ده .. التزم بالنوتة .. يلا ح نبدأ
العازف : استنى بس ... النوتة دى كنا محضرينها قبل مانشوف العروسة و هى لابسة سندريلا .. احنا معنا نوتة ل رقصة سندريلا
المايسترو : ولا كلمة زيادة .. مافيش تغيير ف النوتة
ظل الجدال دائرا بين المايسترو و عازف الفيولينا فى اصوات هامسة بينهما .. ظلت تعلو رويدا رويدا .. حتى وصل ذلك الهمس الى العروسين بالاسفل
زينة : ( تنظر بطرف عينيها الى الحجرة المظلمة بالأعلى و التى تضم الفرقة الموسيقية)  هو فيه ايه بالظبط ؟
بيلى : مافيش حاجة .. كله تمام أهو
زينة : اومال ليه مزيكا السلو مابدأتش ؟
بيلى : لأ .. إزاى .. بدأت .. انتى اللى مابترقصيش ...  ( ثم يمسك بكتفى زينة و يهزهما يمنة و يسرا)   تا .. تاتاتا .. تيرا.. را رارا
زينة : امممم .. ظريف .. اتفضل حل المشكلة دى .. و لا ح تبدأ تهرب من المشاكل من أولها
بيلى : اوففف  ( ثم يتحرك الى حافة الاستيدج و يتوجه بمخاطبة الفرقة الموسيقية بالأعلى )   فيه مشكلة يا مايسترو .. احنا مستنيين المزيكا .. ممكن نبدأ ؟
المايسترو : عاجبك كده ؟!
عازف الفيولينا : أسف .. أسف .. بس متهيألى حضرتك دلوقتى أقتنعت بوجهة نظرى .. ممكن نبدأ حالا ب سندريلا
المايسترو : ماينفعش  برضه
عازف الفيولينا : ليه تانى !
المايسترو : لأن العرسان هما اللى اختاروا المقطوعة  دى .. و مش ح ينفع نغيرها من غير ماناخد رأيهم
بيلى : يا مايسترووو !
( يبدأ عازف الفيولينا فى التحرك نحو حافة البالكون للرد على بيلى)
المايسترو : تعالى هنا يا مجنون .. أنت رايح فين ؟
عازف الفيولينا :  ( يطل من البالكون )  احنا أسفين جدا يا جماعة .. احنا ح نبدأ حالا .. كل الحكاية أننا كنا عايزين نغير مزيكا السلو من الكلاسيك االى اختارتوها  ل سندريلا علشان تبقى لايقة أكتر مع العروسة .. ح تبقى أحلى كتير .. ايه رأيكم ؟
( ينظر بيلى الى زينة .. فتهز رأسها بالموافقة  فى سرور)
بيلى : اوكيه موافقين .. ممكن نبدأ
( يعود عازف الفيولينا الى مقعده و الابتسامة لا تغادر و جهه .. ويبدأ المايسترو فى طى النوتة الموجودة أمامه فى ضجر و التوجه الى حقيبته و انتقاء نوتة أخرى يبدأ فى توزيعها قبل أن يرفع يديه و يشير لقرقته بالبدأ .. تبدأ الفرقة بالعزف ... )


 يمسك بيلى يد زينة اليسرى بيده اليمنى  و يلف يده اليسرى حول خصرها .. و يبدئا  ف التمايل سويا على وقع انغام البيانو البطيئة 
زينة :شفت بقى ..  أى مشكلة تحصل  ممكن نحلها .. بس لازم نواجهها
بيلى : أنا برده ب اهرب من المشاكل ؟
زينة : امممم ... مش قوى .. تقدر تقول كده انك بتتجاهلها لغاية ماتكبر ..  لازم حد يزقك
بيلى : و أنتى بقى اللى ح تزوقينى !
زينة : لأ يا حبيبى .. أنا اللى ح اكون السبب الرئيسى ف كل مشاكلك من هنا و رايح
بيلى :  أنا كده بدأت أحب المشاكل اللى ح تحصلى
زينة : اما نشوف ...  الجدع اللى مايرجعش ف كلامه
بيلى : ايه ده ؟ .. أنتى مش واثقة فيا و لا ايه ؟
زينة : الثقة دى مش حاجة الواحدة تقدر تمنحها لحد معين  .. دى حاجة الحد ده هو اللى بيجبر الواحدة دى  أنها تديهاله  ... و ده بيبقى نتيجة مجموعة من المواقف و الاحداث .. اللى الواحد ده..  أثبت فيها للواحدة دى..  أنه جدير بالثقة دى ... تقدر تقول كده افعال مش أقوال
بيلى : أفعال ؟ !  ( و قد بدأت  أنغام الفيولينا تشارك البيانو و تزيد من سرعة النغم)
زينة : اممم .. أفعال
( عندها يبدأ بيلى فى لف يديه الأثنتين حول خصرها .. و يرفعها بكلتا يديها حتى  تعجز قدميها عن ملامسة الأرض تحتها .. و يبدأ فى الدوران فى محيط الاستيدج ببطء ثم يزيد من سرعته و ينتزع من زينة ضحكات متقطعة خافتة يزيد طولها و نبرتها مع زيادة سرعته فى الدوران)
و بينما تكمل ضحكات زينة سيمفونية الفرقة الموسيقية .. كان الجنديان من الانتيفيروس قد غادرا مبنى الفوتوشوب بعد أن اخذا عنوان الفرح للإمساك ب بيلى كما هو منوط بهما ..  و مازال بيلى يدور حول الاستيدج و مازالت ضحكات زينة تزيد ... ومازال " كيشو"  واقفا  على المسار المؤدى لل ( رام ميمورى)  ليتأكد من  خروج المزيد و المزيد من جنود الفيروس كما أمره الجنرال "ماكدونالد" .. ازدادات ضحكات زينة أكثر و أكثر حتى بدت ممزوجة بالصراخ .. عندها بدأ بيلى فى إبطاء حركته الدورانية و إنزال زينة على الأرض مرة أخرى لإكمال رقصتهما سويا .. و التحرك سويا على نغمات الموسيقى ..
بيلى : بحب اسمع ضحكتك دى .. بتبقى طالعة م القلب  .. واثقة فيا دلوقتى ؟
زينة : بعد الدوخة اللى أنت دوختهالى دى و الفرهدة اللى أنا فيها ..الثقة بدأت تنزل لأدنى مسوياتها بصراحة ...  أنا ممكن أعمل زى سندريلا بحق و حقيقي .. أسيب الفرح و أطلع أجرى
بيلى : و أنا ح أعمل زى أمير سنددريلا و ابعت وراكى كل جنودى يدوروا عليكى
زينة : كل جنودك ! .. و حتجيب منين الجنود دى بقى ياعم الغلبان أنت
بيلى : هو بلاغ صغير إن فيه واحدة منتحلة شخصية سندريلا  و قوات الانتيفيروس  ح تقوم بالباقى .. صدقينى .. أنا دارس قانون و عارف كويس إن دى جنحة تستوجب العقاب
زينة : فاكر الثقة اللى كانت نزلت لأدنى مستوياتها من شوية .. دى كانت مرحلة مزدهرة جدا فى علاقتنا مع بعض .. ماعتقدش أننا ح نقدر نوصلها تانى .. عايز تبلغ عنى يا بيلى !
بيلى : أنا ممكن أعمل أى حاجة .. المهم إنك ماتبعديش عنى
( تفلت زينة نفسها من حضن بيلى .. و تطلق يدها اليسرى من يده .. و تطلق يدها اليمنى من قبضة يده اليسرى  أيضا لتتركها تمسك بأطراف  اصابعه  اليسرى فقط .. و تميل جهة اليسار لتكون أبعد ما يكون عن جسد بيلى .. و تبدأ فى الدوران حول نفسها و هى ممسكة باصابع بيلى )
زينة : البعد ده مش حاجة وحشة ..  فى بعض الاحيان بيبقى مطلوب .. ماتخليش حبك لية يبقى زى قفص العصافير اللى بيحبسهم ويقيد حريتهم
( يحكم بيلى قبضة يده اليسرى على يد زينة .. ثم يجذبها نحوه مرة أخرى .. لترتمى فى حضنه)
بيلى : أدينى سيبتك تبعدى .. واثقة فيا دلوقتى ؟
زينة : أنت ماسبتنيش .. أنا اللى خرجت من قفص حبك
( يفلت بيلى يده اليسرى تماما .. و يفك يده اليمنى من حول خصرها و يدس أطراف اصابع يده اليمنى بين كف زينة الأيسر لتمسك بهم .. ثم يطلقها من بين أحضانه ناحية اليمين لتكون أبعد ما يكون عن جسده مرة أخرى و لكن من ناحية اليمين .. و تبدأ زينة فى الدوران و الالتفاف حول نفسها و هى مازالت ممسكة بأطراف اصابعه... وما أن تنهى زينة دورانها حتى تعود بنفسها لأحضان بيلى)
زينة : أهو كدة .. الحركة دى فى حد ذاتها كفيلة أنها ترفع ثقتى فيك
بيلى : يعنى نقدر نقول أننا رجعنا ل " أدنى مستوياتها"
زينة : ياااه ...  ده أنت طماع قوى
بيلى : طماع ايه .. ده احنا داخلين على " أعلى مستوياتها " بس أنتى مش واخدة بالك
( توشك الموسيقى على الأنتهاء .. و يتقدم بيلى فى خطوات ثابتة طويلة الى الأمام ممسكا ب زينة  ليدفعها وهى  تتحرك بظهرها حتى تصل إلى حافة  الأستيدج  .. و يظل بيلى فى الدفع .. فما يكون من زينة إلا أن ترفع قدمها اليمنى لتلتف حول سلق بيلى اليسرى خوفا من الوقوع و تغمض عينيها .. و يدفع بيلى دفعة أخرى خفيفة و هو يلف يده حول خصرها .. فتميل زينة  بنصفها العلوى للخلف .. و لا يمنعها من السقوط سوى يد بيلى حول خصرها .. ثم يميل بيلى بجسده فوق جسد زينة  و هو يقترب من وجهها لتقبيلها ... تشعر زينة بأنفاسه تقترب و هى لاتستطيع أن تحرك ساكنا .. فقط تفتح عينيها ببطء )
فتحت زينة عينيها لترى القاعة مقلوبة و هى فى هذا الوضع المائل ..  رأت حذاءين جلديين ينسدل من كل منهما ساقين معلق بهما سيف مقلوب .. ثم درع معدنى و رأس جندى من جنود الانتيى فيروس .. لم تلبث كثيرا لترجمة  هذه الصورة المقلوبة لجنديي الانتي فيروس اللذان وقفا على مدخل القاعة .. وضعت أصابعها أمام فمها لتحول دون وصول قبلة بيلى لها
زينة : بيلى .. الحقنى .. دول جايين يقبضوا عليا فعلا
بيلى : انتى بتقوللى ايه ؟
( تشير زينة لجنديي الانتي فيروس  فينظر اليهما بيلى و هو مازال ممسكا بخصرها ليمنعها من السقوط )
بيلى : ماتخافيش يا زينة .. أنا ح اطلعك منها زى الشعرة من العجينة .. واثقة فية ؟!
زينة : مممم
بيلى : مش وقت تردد يا زينة .. واثقة فيا ؟ .. مافيش وقت .. دول جايين علينا ..  واثقة ؟
زينة : اه .. اه
بيلى : اه ايه ؟ .. نفسى اسمعها
زينة : أه واثقة فيك يا بيلى .. واثقة فيك .. واث....حيييه ... دربجن ... أااااه
( خرجت الاهه الاخيرة من زينة بعد سقوطها من على الاستيدج .. ف بمجرد سماع بيلى لجملتها الاخيرة .. مالبث أن سحب يده من خلف خصرها ليتركها تقع من اعلى الاستيدج  .. ووقف منتصبا على الاستيدج  يشد فى نفسه و ينظر الى الجنديين فى تحدى .. استحالة تاخدوها منى .. ياانا ياانتوا ... ثم يقفز من على الاستيدج .. و يقف أمام جسد زينة الملقى ع الأرض و يفرد ذراعيه لمنع الجنديين من الوصول اليها)
الجندى : أنت بيلى
بيلى : أيوة .. أنا بيلى .. ودى زينة مراتى و مش سندريلا .. زينة مالها ش أى ذنب .. هى ماتعمدتش الانتحال .. مدام بيوتى هى المسئولة الأولى .. و انا مستعد اتحمل أى مسئولية مكان زينة .. اقبضوا عليا أنا .. احبسونى أنا .. لكن ماحدش فيكم ح يقرب من زينة
الجندى : طب اتفضل معانا
بيلى : أنا ؟! .. مش ح تاخدوا زينة ؟
( لكمته زينة بكوعها فى كتفه إثر هذه الجملة .. و هى تحاول أن تصلب طولها من وقعتها)
الجندى : لو سمحت بلاش تضييع وقت و اتفضل معا نا  من ... ( قطعت صفارة انذار الانتي فيروس عبارته الأخيرة)
اثارت صفارة الأنذار ذعر كل المدعويين و بدأوا يتسارعون فى خوف  لمغادرة القاعة .. و سحب الجنديين بيلى من يديه و انطلقا ليغادرا القاعة .. وتمسكت زينة ب جاكتة بيلى ليتم جرها معهم .. أخذت زينة تنادى على بيلى ليشرح لها ما يحدث .. و ظل بيلى يطمئن زينة و يخفى قلقه .. ولكن عبارات الاثنين تاهت بين صرخات المدعويين و حركات التصادم و التداخل العشوائية لمغادرة القاعة .. ومع سرعة الجنديين سقطت زينة على الأرض و ظلت تتابع بناظرها بيلى الذى اختفى بدوره  عند باب القاعة .. و هى تهمش باسمه ... بيلى .. و التقطت "فريسكا "ا بنتها" زينة " من الأرض و لحق بهما أبوها  " فرايد" .. و هرعا بدورهما الى باب القاعة ليكونا أخر الخارجين منها .. و انطوت القاعة على اركانها الفارغة .. و ساد الصمت المطبق لا يقطعه إلا صفارة إنذار الانتى فيروس .. ليعلن عن فرحة ما تمت  


****************************************** 

 يتبع 


Saturday, April 23, 2016

بينرى وورلد 4 - الفيروس



توب فيو ... زووم أوت على قاعة الفرح .. يستمر الزووم أوت حتى تختفى تفاصيل القاعة و تظهر ك مربع صغير وسط مربعات أخرى أكبر بكثير تمثل كل منها المساحة المخصصة لكل برنامج على الهارد ديسك.
مسح أفقى لهذه المربعات داخل السيستم ..حتى يتم الوصول لحدود السيستم .. و هو عبارة عن سور حجرى شاهق الأرتفاع ..و الواجهات الأمامية من هذا السور مشتعلة بالنيران .. نيران كفيلة بحرق أى بيت يحاول أقتحام السيستم دون إذن    ...  الحوائط النارية تحيط بالسور كله من الخارج عدا بوابات معدنية تتخلل هذه الحوائط و تعد هى المداخل الشرعية لأى بيت يحاول دخول السيستم بطريقة شرعية ( بورتس) .


ظهر على مسافة غير بعيدة  خارج هذه البوابات "ماكدونالد" و مساعده و معهم 512 بيتس أخرين .. كل "بيت" يحمل على ظهره حقيبة زيتية اللون ذو مسحاب (سوستة) بطول الحقيبة
المساعد : أنا مش فاهم يا فندم ليه حضرتك صممت أننا ندخل متنكرين و مطغوطيين كده ... أحنا عددنا كبير جدا .. و السيستم ده ضعيف قوى .. أحنا كان ممكن نخترق الحوائط النارية و ندمر كل الانتى فيروس اللى واقفيين حراسة
ماكدونالد: و بعد ما نخترق و ندمر .. تطلعلنا مقاومة شعبية من البيتس المدنيين .. مقاومة عشوائية ح ترهقنا و تستنزف  مجهوداتنا
المساعد: يافندم أحنا مستعدين للقضاء ع الانتى فيروس و أى مقاومة تانية ممكن تناهضنا
ماكدونالد: فكر ف التمن .. التمن اللى ح تدفعه قدام بيتس مدنيين فقدوا أهلهم و أصحابهم ح يبقى أغلى بكتيير .. كل واحد منهم بيصمم يعيش موقف بطولى و بيتحول ل قنبلة موقوتة عنده رغبة غريزية للانفجار فى وشنا.
المساعد : لو هو ده اللى مقلق حضرتك أحنا ممكن .....
ماكدونالد: هششششش ... أحنا خلاص وصلنا البوابات .. أتصرف عادى .. علشان جنود الأنتى فيروس مايحسوش بحاجة غريبة
وصل ماكدونالد و مساعده لأحدى البوابات ( بورت) التى يقف على حراصتها اثنتين من الزيروز المجندات فى الانتي فيروس... ترتدى كل منهن بدلة عسكرية .. ذو صدرية معدنية  .. و خوذة مجوفة تنسدل منها قطعة معدنية لتغطية الجبهة حتى بداية الأنف  .. وتربط حول خصرها حذام جلدى أسود عريض مزود ب مبيت للسيف يتدلى على القدم اليسرى ... و جورب مخصص لخنجر 
صغير أسفل الفخذ الايمن ... بدأت احدى الزيروز تتواصل مع ماكدونالد للتأكد من تصريحات الدخول

زيرو1 : أهلا وسهلا يافندم ب حضرتك ف سيستمنا
ماكدونالد : أهلا بيكى
زيرو1 : أشوف تصريح الدخول من فضلك
ماكدونالد : أتفضلى
زيرو1 : الهدف من الزيارة ؟
ماكدونالد: زى ماحضرتك شايفة كده .. احنا عبارة عن ملف تنفيذى "إى إكس إى" .. و نازلين علشان نحسن سرعة البروسيسنج فى السيستم .. احنا مبعوتين للسيستم بتاعكم ده ك منحة من البيتس المتحدة 
زيرو1 : حضرتك نازل عندنا  السيستم دونلود ولا بروزينج ؟
 ماكدونالد : أظن مكتوب عندك فى التصريح .. دونلود طبعا
زيرو1 : مممم .. هو التصريح سليم .. بس مش ظاهر عندى ف قايمة الدونلود اللى جاية من ال "اوبريتنج سيستم"
ماكدوناد : أرجوكى اتأكدى كويس .. أحنا جالنا التصريح و اتحركنا من السيرفيرمن أكتر من دقيقة .. المفروض اننا واصلين ف ميعادنا بالظبط .. مش مشكلتى ان السيستم عندكم بطئ ومابعتش اشارة بينا لغاية دلوقتى
زيرو1 : أسفة يا فندم .. حضرتك ممكن تستنى بره البورت لغاية ما تجيلنا ف قايمة الدونلود و ساعتها انا ح انده على حضرتك ب نفسى
ماكدونالد : لاااا .. اللى بيحصل ده تهريج .. انتى لو ما دخلتيناش دلوقتى حالا .. انا ح اخد ال "باكيت" بتاعتى كلها و ح أرجع ل السيرفير و ابلغهم أنك انتى اللى منعتينا من الدخول
زيرو1 : ااااا  .. طب .. طب .. طب حضرتك اتفضل استريح بس و احنا ح نبعت نستعلم فى الكاش لو فى تصريح ب اسم حضرتك .. مش ح نتأخر .. ثانية واحدة
ماكدونالد : أسف .. ولا ميكروسكوند واحدة .. أنا راجع .. و أنتى بقى ابقى شوفى ح تقولى ايه لما يستجوبوكى فى رفضك دخول وفد تنفيذى مهم جدا  زينا ( ثم يدير لها ظهره و كأنه يستعد للرحيل)
زيرو1 : أتفضل يا فندم ( قالتها و هى تفتح البوابة المعدنية لتسمح ل ما كدونالد و من معه بالعبور)
( نظر ماكدونالد لها شظرا ثم شاح بوجهه بعيدا عنها و هو يعبر البوابة ووقف على رأسها من الداخل  .. ثم و قف مساعده على رأس البوابة من الخارج يشير ل باقى البيتس بالدخول و بدأ البيتس فى عبور البوابة و ظل المساعد ينظر الى زيرو1 من أعلى لأسفل حتى استفزها الأمر و صرخت فى وجهه )
زيرو1 : ماتبصليش كده .. أنت فاهم ولا لأ
ماكدونالد : خلاص يا "كيشو" .. خلاص .. الزيرو كانت غلطانة و صلحت غلطتها
كيشو : عارفة لو ماكنتيش دخلتينا احنا و الجنرال كان ح يحصل فيكى ايه ؟
زيرو1 : كنت ح تعمل ....
زيرو2 : ( مقاطعة) جنرال!! .. هو انت عسكرى ولا مدنى ؟
ماكدونالد :كيشو ده  مدنى طبعا .. مدنى .. خلاص يا كيشو .. هو بس بيقولى جنرال ك لقب مش أكتر
كيشو : اه.. انا مدنى زى مابيقول سيادة الجنرال كده .. و جنرال دى لقب زى مابيقول سيادة الجنرال كده .. لقب بنقوله لأى حد بيقودنا فى أى هجوم على سيستم تانى .. حد زى سيادة الجنرال كده
زيرو2 : هجوم ؟!
ماكدونالد : هههههههه .. هجوم .. شوف كيشو لما بيهزر بقى .. هو بس بيحب يهجم على شغله و يخلصه بدرى بدرى .. ف بيقول عليه هجوم .. هو كيشو كده بيفضل يقول كلامممم ااا .. كلام يعنيييييى .. كلام .. هو لو اتكلم تانى او فتح بقه بشرفى أنا شخصيا ح أرفده
زيرو1 : بشرفك بقى يا فندم هو لو أتكلم تانى أنا ح اخلص عليه قبل حضرتك ما ترفده
كيشو : ( يفتح فمه ليبدأ ف الكلام .. فيباغته ماكدونالد بوضع يديه على فمه )
ماكدونالد : كده خلاص كل البيتس بتوعنا دخلوا .. شكرا يا مادموزيل ..( ثم يسحب كيشو و ينصرفا بسرعة من أمام البوابة )
زيرو1 :(  تراقبهما و هوما يبتعدان عن البوابة ثم تمتم ) شخص  مستفز
زيرو2: مش عارفة ده مستحملينه ازاى
زيرو1: ( تنظر للورقة التى تحملها فى يديها) يا خبر .. دول نسيوا تصريحهم معايا .. ( تخطو مسرعة للحاق بهم ثم تنادى ) أستنى عندك .. أستنى بقولك
( تتجمد خطوات ماكدونالد و كيشو.. و تجحظ عينيهما و يبدأن فى الاستدارة ببطىء شديد ليلتفا و ينظرا  الى زيرو1 المتجهة نحوهما )
زيرو1 : ( ترفع يديها بالتصريح ) التصريح بتاعكم
( يفهم ماكدونالد اشارتها و يتنفس الصعداء و يبدأ يخطو نحوها لأخذ التصريح .. بينما يغلق كيشو عينيه و يرفع يديه لأعلى و يتسمر فى مكانه قائلا ) عرفوا ان التصريح مزور .. اتقفشنا يا جنرال
وقعت العبارة الأخيرة من كيشو وقع الصاعقة على زيرو1 التى بدأت تنظر فى التصريح بإمعان بينما بدأ ماكدوناد فى إسراع خطوته ليصل اليها .. تنقل زيرو1 نظرها سريعا بين التصريح و بين ماكدونالد الذى بدأ يهرول نحوها .. ثم تتحسس بيدها سيفها و تسحبه من مبيته .. تلقى التصريح فى الأرض و تهم أن تنزل بسيفها على رأس ماكدونالد ..ولكن ماكدونالد كان قد وصل إليها و امسك بيديها ليمنع السيف من مواصلة طريقه اليه .. ثم يغير اتجاه السيف ليكون نصله فى مواجهتها هى ...  و تنطلق اهه مكتومة من زيرو1 ... كانت هذه الصرخة  كفيلة لتنبيه زيرو2 التى مازالت واقفة عند البوابة بالصراع الدائر من خلفها .. فتسحب سيفها  هى الأخرى و تتجه لمساعد زيرو1 .. وما أن يلحظها مالكدونالد حتى يلتقط بيده اليمنى الخنجر الصغير المعلق ف احدى قدمى زيرو1 و لاتزال يده اليسرى تدفع بالسيف فى اتجاه زيرو1 ..  يرمى الخنجر باتجاه زيرو2 المسرعة نحوهما ..  يصيب الخنجر  زيرو2 أسفل رقبتها و تسقط على إثرها .. سقوطها استدعى صرخة مدوية من زيرو1 التى لم تدع عينيها تفارق زميلتها الملقاة أمامها مما شتت انتباهها عن معركة القوى التى يقودها ذراعها النحيف أمام ذراع ماكدونالد .. فينجح ماكدونالد فى لى ذراعها و توجيه النصل  الى صدرها هى .. و يزيد ضغطه على السيف بيده الأخرى ليخترق الدرع الواقى ثم صدر زيرو1... هنا فقط ترفع زيرو1 نظرها من على جسد زميلتها و تنظر الى ماكدونالد بعين متسعة يملؤها الذهول ..وتشعر بجسدها يخور .. فتحاول ان تتشبث بصدر ماكدنالد : ثم ب خصره .. ثم فخذه .. ثم لا تلبث حتى تسقط عند قدميه جثة هامدة هى الأخرى
و بعد ان أنتهت المعركة و ساد الصمت لفترة طويلة .. فتح كيشو أحدى عينيه ليرى ما الذى حدث .. فوجد ماكدونالد واقفا و فى يديه المسدس و قد قضى على الزيروز من الانتي فيروس

كيشو : كده قتلتهم .. مش قلت ح ندخل فى هدوء و أحنا متنكريين
ماكدونالد : ماهو ده كله  بسبك أنت
كيشو : هو كل حاجة غلط تحصل تبقى  بسببى يا جنرال ! .. انا ماتحركتش من مكانى .. أنا كنت واقف مترفع هنا و مغمض عينيا .. فتحت لاقيتك مخلص
ماكدونالد : قصدى بسبب غبائك .. مش أنت اللى قلتلهم ان التصريح مزور ؟
كيشو: أيه وجه الغباء فى حاجة زى كده ! .. ما التصريح فعلا مزور
ماكدونالد : أنت تخرس خالص .. كلها ثوانى و صفارة الانتى فيروس ح تنطلق ف السيستم كله .. و ح يبقى لازم نواجه قوات الانتى فيروس  فى مواجهة حقيقية .. اسمع
كيشو : أمرنى يا جنرال

ماكدونالد : أبدأ شغل ال ( إى أكس إى ) .. و ابعت رجالتنا فى ( الرام ميمورى) .. عايز كل أوردر يطلع يولد بيتس كتيرة من الفيروس بتاعنا .. بيتس كتيرة .. كتيرة جدا .. و بسرعة .. بسرعة كبيرة .. لازم نبقى جاهزين للمواجهة .. يلا أتحرك مستنى ايه ! 

*******************************************************
يتبع 

بينرى وورلد2 - سندريلا


مشهد خارجى .. ليلى .. أمام مبنى الفوتوشوب .. زووم إن على وجه أحد الونز .. هو نفسه "بيلى" الذى ظهر ف الصورة البورتريه فى مبنى الانتي فيروس .. زووم أوت ..يقف بجوار بيلى أثنين من أصدقائه الونز .. على اليمين "بيبو"  صديق بيلى و أخو "زينة" العروسة .. و على اليسار "ديلاى" و هو ابن عم "بيلى"
بيلى أحد الونز المرشحين للعمل ب كارت النيتورك .. ليكون ممثلا للسيستم فى حالة الاتصال مع الانترنت .. و لكن حالة السيستم متردية و الاتصال مع الانترنت ضعيف منذ فترة طويلة .. ليس هذا فحسب .. ف بالرغم من كفاءة بيلى و تفوقه الدراسى إلا أنه ون فقير ينتمى لأحد الاسر البسيطة .. و العمل الدبلوماسى فى مجال الانترنت يحتاج الى الكثير من الوسايط و المحسوبيات التى 
لم تكن متوفرة ل "بيلى"

ديلاى : ألف مبروك يا بيلى
بيلى : عقبالك يا ديلاى .. نفرح بيك قريب ..
ديلاى : (لم ينطق بكلمة و لم يلتفت حتى إلى بيلى  الذى يكلمه)
بيلى : أنت و بيبو كمان .. يلا شد حيلك بقى أنت كمان يا بيبو علشان نفرح بيك
بيبو : مالكش دعوة بيا يا بيلى .. خليك ف حالك
بيلى: يا ابنى الجواز ده استقرار و نظام و راحة و ...
بيبو  : بس بس بس .. أنت لسه جربت حاجة ف الجواز علشان تتكلم عنه .. و بعدين زينة دى أختى و أنا عارفها كويس .. عندية و دماغها ناشفة و ح توريك النجوم ف عز الضهر
بيلى : ح تصدقنى يا بيبو لو قلتلك ان زينة دى اجمل حا ..
ديلاى (مقاطعا) : أنا لو عليا ناوى و مستعد من دلوقتى .. بس هى فين بنت الحلال اللى ترضى بيا  دى
بيبو : هو صاحبك ده ح يفضل يرد متأخر كده؟ ... ده بيرد على كل جملة بعدها بزمن
بيلى : ( هامسا ل بيبو ) هششش .. ديلاى عنده تأخر ... ودى حالة مرضية .. ديلاى ده كان أسرع بيت ف ال رام ميمورى .. لولا الفيروس الأخير اللى ضرب السيستم.. أتصاب و أصبح عنده التأخر ده .. و البيتس سموه "ديلاى"  .. لو سمحت ما تجرحهوش يا بيبو
بيبو : ( هامسا) خلاص يا عم أنا أسف .. ( ثم يرفع صوته و يتوجه ل ديلاى بالكلام) أكيد ح تلاقى يا ديلاى .. أنت بس اللى تلاقيك ما بتدورش كويس .. صح؟
ينتظر بيبو الرد من ديلاى و لكن ديلاى لا يحرك ساكنا كالعادة
يستطرد بيلى حواره
بيلى : ح تصدقنى يا بيبو لو قلتلك ان زينة دى اجمل حا...
يتوقف عن الكلام ثانية فاتحا فمه و مصلبا عينيه على باب الخروج من مبنى الفوتوشوب .. خرجت من المبنى سندريلا فى فستانها الأبيض السماوى ممسكة بإحدى فردتى حذائها بيديها مما يجعلها تعرج على القدم الأخرى .. و توجهت فى خطوات بطيئة  نحو بيلى و بيبو .. و نظرت فى عينى بيلى و نطقت أسمه "بيلى"
دقق بيلى فى وجهها و مال برأسه قليلا و كأنه يراها من زاوية مختلفة ثم تمتم "سندريلا ؟؟ ...زينة ؟؟  .. زينة دريلا؟؟ "
تبسمت زينة و هى تقول "أيوة .. زينة"
بيلى : مدام بيوتى هى اللى عملتلك الميك اب ده ؟
زينة : أيوة .. و أصرت أبقى شبه سندريلا .. حتى الجزمة .. صممت أنى مالبسهاش .. الست دى مجنونة
بيبو : طب ما أنتى طلعتى من عندها خلاص يا زينة .. سيبى الجزمة من أيدك و البسيها فى رجلك
تفرد زينة صوابعها الممسكة بالجزمة و تريها لأخوها بيبو لبكتشف أن الجزمة مثبتة ب مادة لأصقة فى كف زينة
بيبو : دى مجنونة فعلا
ديلاى : لأ على فكرة ( ينظر اليه الجميع) .. ده أنا بادور و ماما كمان بتدورلى .. بس لسة مالقناش واحدة كويسة  لغاية دلوقتى 
يضحك  ثلاثتهم على جملته المتأخرة  و يقطع بيلى ضحكاتهم "طب يلا بينا بسرعة من هنا .. لحسن مدام بيوتى تطلع تشوفنى كده .. تصمم تقلبنى أمير سندريلا  .. وماحدش عارف ساعتها ممكن تلزقلى ايه ؟
ينصرف ثلاثتهم و تركب زينة و بيلى فى دراجة ذات ثلاث عجلات واحدة أمامية و اثنتان خلفيتان .. مزينة من الجانبين ببعض 
خطوط الزينة الورقية .. و يتقدمها حرفان باللغة الانجليزية "بى" و "زاد"

*************************************
 لينك الجزء الثالث                                                                                                                       

Sunday, February 28, 2016

لعبة الحياة

" لكل مجتهد نصيب .. و ما وصلت اليه اليوم هو حق مستحق .. قد اوتيته على علم منى .. وما أصبحت عليه الأن ما هو إلا ثمرة عملى .. و لئن رددت الى ربي لأجدن خيرا منه .. أنا الان أفضل من أنا ذى قبل .. و أنا الغد سيكون أفضل من كلانا .. وسيظل اللأنا يعمل و يجد حتى يصل إلى الأنا المنشود .. أنا خيرا منه "
هذه هي الكلمات التي كان يرددها صديقي أمام مرآة الجيم في أول زيارة له .. لم أسمعه يقولها بفيه .. فقد كان يرددها في نفسه و قرأتها في عينيه .. ظهر رضاه عن نفسه في نظرة نفسه الى نفسه فى المرآة .. نعم لم يسجل الميزان أى نقص أو زيادة على الأطلاق .. و نعم أيضا لم تتسع ملابسه أو تضق عليه .. نعم لم تقوى عضلة واحدة ولم يذب أنشا واحدا من الدهون .. و لكن نفسه تشعر بتلك النشوة .. أعلم هذا الشعور .. أعرفه جيدا .. فقد كنت أقف أمام تلك المرآة منذ دقائق مضت .. عجيبة هى تلك المرآة .. دوما ما ترينا الأشياء أكبر من حجمها و دوما ما نصدقها .. بل عجيبة هى تلك النفس التي تنظر في المرآة فتعطى نفسها أكثر مما تستحق ..هل تحاول حقا التفاخر بما لديها من قليل حقيقى .. أم أنها تحاول خداع صاحبها بكثير وهمى ..حتى لا يكلفها بالمزيد من المهمات للوصول إلى الكثير المنشود !! .. لم تعد تشغلني إجابة هذا السؤال .. ف أن أعرف أنها تخدعني أهم عندي من البحث عن الأسباب التى تخدعني لأجلها .. على أن أترك هذه اللعبة و أغادر فورا .. و لكن شيء ما بداخلى يناديني نحوها .. أكاد أقسم أنى أسمعها تلفظ حروف أسمى و كأنها تتهجأها .. ما هذا النداء الهامس و يا ترى ما مصدره ؟!
أبتعد صديقى عن المرآة ليكشف مرمى بصرى عن صديقة أخرى لنا .. يكاد العرق المتصبب منها أن يخفى تفاصيل وجهها .. تعدو بأقصى ما تملك من قوة عندها .. ومن تحتها سيرا جلديا يجرى ليواكب عدوها .. لا تكاد المسكينة أن تلفظ أنفاسها و لم يرق قلب السير لحالها.. تنظر هى الآخرى فى المرآة فتخبرها أن نهاية السكة قد أقتربت .. بقى لك أمتار قليلة وما عليك الا أستكمالها .. يا صديقتى توقفى ف المرآة كاذبة .. لم تتحركى خطوة واحدة من مكانك .. لم تبتعدى مترا .. و لن تقتربي شبرا .. و لن تصلى لأى ملتقى .. ليس عليك بذل هذا الجهد الخرافى للحفاظ على شكلك و نمطك .. فقط دعى قدميك تلامس أرض الواقع .. و امشى فيها على مهل و بالسهل .. و أجتازى من حولك من صحبة .. يحجب نظرهم الى خارجك رؤية ما بداخلك من طيب و من جود ومن حب .. أنزلى عن تلك الطاحونة الدائرة الأن .. ف غدا سيشيب رأسك و تدق التجاعيد باب وجهك .. لن تستطيع المرآة عندها رد ما بك من تجاعيد ومن شيب .. و لتغادرى الأن .. أنا أيضا مغادر .. نعم مغادر .. لولا فقط رغبتى ف الوصول لهذا الصوت المنادى .. مازال ينادى بأسمى و لكن قلت قوة همسه في أذنى
تفقدت أقصى القاعة بعيني .. علي أصل إلى مصدر الصوت .. فلم يسترعى انتباهي الا صديق ثالث .. يسخر كل خلية في جسده ليجذب بيديه عصا أفقية معلقة فوق رأسه.. العصا مربوطة بحبل يصلها بأثقال موضوعة نصب عينيه .. و بمجرد ملامسة العصا لصدره .. تفر هاربة إلى نفس مكانها قبل جذبه .. ف الأثقال تسقط خضوعا للجاذبية و تشد العصا معها رغم أنف قوته .. يا مسكين .. هل تعلم أن حالك أصعب من أقرانك .. فالأثقال صوب عينيك .. و الجاذبية لا تخف عليك .. كيف استطاعت تلك المرآة أن تفتنك .. هل وسوست لك أنك حقا ستنال بقوتك مالم يكن مقسوما لك .. أم أخبرتك باستقرار حجر سيزيف أعلى الجبل .. الحجر لن يستقر .. و إن كان لابد من نهاية سعيدة لتلك الأسطورة الخائبة .. فعلى سيزيف الرحيل .. فقط يرحل .. يرحل دون اكتراث لأمر الحجر .. يرحل مثلما سأفعل أنا الأن .. فعلى ما يبدو أنى قد تغلبت على النداهة .. فلم تعد تهمس باسمي .. فقط بقى منها أنين و حشرجة .. أريد فقط أن أصل لمصدرهما كي اتأكد من خوارها .. اكتم ما تبقى لها من أنفاس .. أعلن انتصاري المظفر عليها و اضمن أن لا تفتن أحدا بعدى .. عجبا .. هل يأتى هذا الأنين حقا من داخلى .. هل تسكن النداهة بين ضلوعي ؟ .. أشعر بها تحت قدمي .. لماذا روحت أجول و أصول في كل أرجاء المكان و لم أنظر تحت قدمي .. كفاني عبثا .. أنى لهذا الأنين أن يأتى من تحت قدمى .. قطعا لن أنظر .. و لم لا ! .. هيا .. فقط نظرة واحدة و بعدها أرحل .. حسنا هاهى .. ألم أقل لك أن .. لا يمكن أن يكون هذا .. قد أكون .. يالا هول ما رأيت
لم يكن ذلك الصوت الهامس إلا صديقى المقرب .. قد أتفقنا على التناوب على رفيع قضيب حديدي .. و ما أن استلقى صديقى على ظهره و أخذ يرفع هذا القضيب و يخفضه.. حتى التهيت عنه بمراقبة تلك اللعبة .. شغلتني عنه ف انشغلت بها .. ضعفت قواه و ثقل عليه الحمل .. تنافرت عروقه و تقاطعت أنفاسه .. يهمس هو باسمى لاساعده في رفع القضيب و أنا أظنها اللعبة .. تقل نبرة همسه الحقيقي ف احسبه نصرا زائفا لي على همس دَعِيّ .. ما أسوأ هذه اللعبة .. نتبارى فيها على حمل ما سوف يهلكنا حمله.. فكل مشارك فيها اذا خاسر .. هل يجب أن تكون حياة أحدنا على المحك حتى نصحو من تلك الغفلة .. أم ستشغلنا تلك اللعبة حتى النهاية فتسلبنا حتى حق الصحوة .. فتنتهى حياة الواحد منا قبل نهاية اللعبة .. ها قد رفعنا عنك القضيب يا صديقى .. ستلتقط أنفاسك برهة .. بعدها ربما ستحن الى الأثقال تارة أخرى .. أنا مغادر الأن .. لن ألقى بالا ل همسا .. و لن أنظر في المرآة .. و لن استكمل تلك اللعبة .. لعبة الحياة