Sunday, January 18, 2015

بينرى وورلد 3 - الفرح

وقف وان كبير السن "فرايد" على مقدمة أحدى السرادقات القماشية الكبيرة (صوان) يستقبل المعازيم المقبلين على الفرح .. و بجواره زوجته "فريسكا" .. يرتدى فرايد بدلة سفارى بيج و صندل أسود و يضع فى جيب بدلته الأيسر قلمان .. أحدهما أخضر و الثانى أحمر ... مطبوع على كل جيب حرف "دابليو" كبير فى اشارة الى برنامج الوورد الذى يعمل به فرايد.. بينما ترتدى فريسكا فستان أسود سادة ..و يتذيله تطريز رقيق من الجانبين و الذيل

فرايد :  أهلا و سهلا يا فندم .. أهلا يا بيه .. شرفتينا يا هانم .. عقبال ولادكم
يتوقف فرايد عن الترحيب لفترة و يقطب حاجبيه  لرؤية أحد الونز المتجهين نحو الصوان متمتما "و ده ايه اللى جابه ده كمان"
فريسكا : أنا اللى عزمته يا فرايد .. أرجوك بلاش فضايح .. خلى الليلة تعدى على خير
فرايد : ح ييجى منين الخير يا ست هانم .. انتى أصلا ازاى  تعزميه من غير ما تقوليلى؟
فريسكا : لو كنت قولتلك ما كنتش ح توافق .. قالتها و رسمت أبتسامة مصطنعة لتستقبل الضيف .. أهلا أهلا مستر "جوى"
جوى : فريسكا ... ماتتخيليش مدى سعادتى النهاردة أنى أشوفك
فرايد : (يتنحنح) احم احم
جوى: (مستطردا) أنتى و فرايد طبعا
فرايد: طيب
جوى : ايه يا فرايد ؟ .. ماكنتش حاببنى أجى .. مش كده ؟
فرايد : لأ .. أنا بس نسيت أعزمك .. و أفتكرت أنك ح تتكسف و تاخدك الشهامة... و مش ح تيجى من غير عزومة
جوى : أنا مش محتاج عزومة .. أنت صديق عمرى .. أحنا كنا ساكنين ف نفس الحى .. بنروح نفس المدرسة .. بنلعب فى نفس التراك .. حتى لما حبينا ..  حبينا نفس البنت ( قالها و هو ينظر الى فريسكا)
فرايد : ( يضع يده على كتف فريسكا و يضمها إليه) و البنت أختارت واحد فينا بس يا جوى .. واحد فينا كان ليه مستقبل ووظيفة مضمونة .. التانى قرر أنه يمشى فى طريق الهلث و يشتغل فى ال "فيجوال إفيكتس"
جوى : (ضاحكا) هلث ؟؟ .. أنت ما تتخيلش أنا مبسوط أد ايه فى الهلث ده .. أنا باشتغل الحاجة اللى أنا بحبها يا فرايد
فرايد : و أنت بتسمى اللى أنتوا بتعملوه ده شغل .. أنتو بتبيعوا الأونطة
جوى : " أونطة" ؟! .. هاهاهه ها  ... مش عيب باشكاتب كبير فى الورد زيك كده يقول" أونطة" ؟! .. دى حتى كلمة مبتذلة قوى يا فرايد
فرايد : باشكاتب ؟! .. ها .. ده كان زمان .. أنا دلوقتى مشرف على فريق كامل من الباشكتاب الشباب .. أى كلمة غلط بالقطها فورا و أعلم تحتها بخط أحمر ( يشير الى القلم الأحمر فى جيب بدلته السفارى )
جوى : يا سلااااام !!
فرايد: مش كده و بس .. أنا كمان ب توقع الكلمة الصح اللى كان المفروض تتكتب و بادى بيها أقتراحات
فريسكا : (تحاول أن تقلل حدة الحوار) .. جرى ايه يا فرايد .. مش تاخد جوى و تقعده بقى ولا  ايه؟
يقطع الحوار بينهما  وصول بيلى و زينة.. و بمجرد نزولهما من العجلة تتوالى عليهما الأحضان و التهانى .. تنصرف فريسكا متوجهة الى ابنتها .. و بمجرد رؤيتها ترتمى زينة بحضنها .. و توشوشها أمها فى إذنها .. أنتى زى القمر النهاردة .. ثم تتوجه بالكلام لها هى و بيلى قائلة .. أنا كنت واعداكم بمفاجأة ف يوم فرحكم ..جاهزين ؟!
بيلى : مش لما نعرف ايه هى الأول ؟
فريسكا : ( تشير الى جوى الذى مازال واقفا بجوار فرايد برأسها و تغمزله بإحدى عينيها)
جوى : يومأ لها رأسه بأنه قد تلقى أشارتها .. و يهم بالتحرك من مكانه فيمسكه فرايد
فرايد : هى غمزتلك ليه ؟ .. و أنت رايح تعمل ايه دلوقت ؟
جوى : (ينفض يدا فرايد) .. ماتقلقش يا فرايد .. ده هلث .. كله هلث
يشير جوى لمجموعة من البيتس الذين أتوا معه .. وهم أربعة ونز و ثلاثة زيروز .. فيتجه أثنان منهما نحو بيلى و زينة .. و يتوزع الأخرون فى أرجاء الصوان .. يفرك جوى بين أصابعه ثم ينفض ما بهما لأعلى ليرى جميع المدعويين قصاقيص ورقية  بيضاء تخرج من بين يديه و تطير فى الهواء  و بمجرد وصولها اعلى رأس بيلى و زينة حتى تنفجر مخلفة قصاقيص ورقية ملونة فى تناسق عجيب يشبه قوس قزح ثم تتساقط على بيلى و زينة وهم مبهورون بذلك ... يبدأ اثنان أخرين من البيتس فى جانب الصوان بفرك يديهما و توجيه اصابعهم نحو قماش الصوان الجانبى .. فتتكون مكعبات صغيرة من الخشب على الارض  و تتراكم فوق بعضها مكونة طبقة خشبية فاخرة تحل محل الجزء السفلى من قماش الصوان .. ثم يشيران بأيديهما لأعلى فتتكاثر هذه الطبقة السفلية وتعلو وكأنها حائط خشبى فخم .. و يكرر البيتس هذه الحركة مع الجوانب الثلاثة للصوان ..فيكون الشكل النهائى أشبه بجدران قاعات الافراح فى الفنادق .. و يشير البيتس باصابعهم فى أتجاه هذه الجدران ليرصعوها بإضاءات و سبوتات كهربائية تبرز جمالها أكثر و أكثر

و بينما يراقب بيلى و زينة هذه الجدران .. يقوم البيتس الواقفين حولهما من الفيجوال افيكتس بفرك أصابعهم و توجيهها الى الارض فتتكون طبقة عريضة من البورسلين تحت قدمى بيلى و زينة لاتلبث الا أن تفرش الأرض كلها فى القاعة .. و قبل أن يستوعب بيلى وزينة ما يحدث حولهما  يظهر جوى فى أخر القاعة من الناحية المقابلة لهم  أسفل الكوشة .. يفرك يديه و يشير باصابعه فى أتجاه الكوشة فيجعلها كوشة ملكية ذو كراسى فضيه مزينة ب خطيين ذهبيين عريضيين من الجانبين .. و يطرقع بأصبعيه فتعلو الكوشة عن الأرض و كأنها معلقة فى الهواء .. ثم يطرقع بأصبعيه مرة ثانية ف تنسدل منها ثلاثة سلالم رخامية تربطها بأرض القاعة.. ثم يعطى ظهره للكوشة و ينظر الى بيلى و زينة اللذين وقفوا فى أول القاعة من مدخلها و يرمى بيديه  تحت قدميهما ف تنفرش سجادة حمراء من عندهما حتى تصل الى السلالم ثم  الكوشة . ثم ينظر جوى الى القاعة كلها و يدور دورة كاملة حول نفسه ليتأكد أنه قد أعد كل شئ .. و فى دورته يلمح الفرقة الموسيقية المسئولة عن العزف فى الفرح على يسار الكوشة ..و قد كانت فرقة من ال "ريل بلاير".. بقمصان بيضاء عليها علامة موسيقية باللون الأزرق ... يفرك يديه و يشير اليها فترتفع الفرقة الموسيقية كلها على "أستيدج" أقصى يسار الكوشة .. و يضرب بيديه مرة أخرى فتنطفىء كل الانوار ف محيط الكوشة الا اسبوت واحد صغير مسلط نحو مايسترو الفرقة فقط .. يفهم المايسترو المقصود من هذه الاضاءة .. ف يعطى ظهره لكل المدعويين و يبدأ بالاشارة لفرقته لبدأ عزف الموسيقى الملكية لهذا الزفاف .. و يبدأ بيلى و زينة ف وضع أولى خطواتهم 
  على السجادة الحمراء المؤدية الى الكوشة على أنغام الموسيقى

وبينما يتحرك بيلى و زينة فى خطوتها العرجاء على أنغام  هذه  الموسيقى متجهين الى الكوشة ...يقوم ون و زيرو أخرين تابعين لفريق جوى بالحركة بين المدعوين و فرك أيديهما و تحريكهما الى المدعوين فتتبدل ملابسهما العادية الى بدل سوداء أنيقة للونز و فساتين سواريه مختلفة الالوان لل زيروز ... وسط فرحة عارمة من المدعوين بالتغير و الملابس يتحرك الون و الزيرو فى حركات استعراضية رشيقة لتكرار هذا التغيير مع مدعويين أخرين .. حتى يصطدم الون من فريق ال "فيجوال إفيكتس" ب "فرايد" .. فيشير اليه بيديه ليغير البدلة السفارى الى بدلة سموكن سوداء و الصندل الى جزمة سوداء ذو مقدمة رفيعة و كعب عريض .. .. يهم ال ون بعدها بالتحرك من أمام "فرايد" و التوجه الى ون أخر .. فيتحرك فرايد بسرعة و يمسك ب الون الشاب من رقبته بيده اليسرى  .. و يخرج قلمه الاحمر و يرسم بيده اليمنى خط أحمر مذبذب على صدر الون
فرايد : رجع يا حرامى البدلة السفارى
الون : أه .. سيب رقبتى يا راجل أنت .. وبعدين سفارى ايه ؟! .. دى سموكن يا أونكل
فرايد : ( مازال ممسكا برقبته و يخط خطا أحمر أخر) رجع ياض البدلة أحسنلك لأطلع روحك ف أيدى
الون : ( مختنقا ) طيب خلاص خلاص .. أهو  ( يشير بيديه الى فرايد ليرجع البدلة السفارى) .. سيبنى بقى يا أونكل
فرايد : ( مازال ممسكا برقبته و يخط خطا أحمر ثالث) و الصندل
الون : ايه ؟!
فرايد : الصصصص نننن دددد لللل .. خلص ياله بلاش أستهبال
الون : حاضر يا أونكل .. أهو .. سيبنى  بقى
فرايد: ( مازال ممسكا برقبته و يخط خطا أحمر رابع)
الون : فيه ايه تانى يا أونكل ؟! .. أنا رجعت كل حاجة
فرايد: ( مازال ممسكا برقبته و يخط خط أحمر خامس) .. اسمها  أنكل .. مش  أونكل
الون : أوكيه أوكيه .. بس سيبنى ح أموت
يتركه فرايد و يحسس بيديه على بدلته و ينظر الى صندله ثم يتمتم ... هلث طبعا
تتحرك الزيرو الشابة بين السيدات و تغير شكل ملابسهن حتى تصطدم ب "فريسكا"  و تهم أن تفرد يديها اليها .. فيوقفها جوى الذى  ينظر الى فريسكا قائلا .. الجمال الطبيعى مش محتاج اى إفيكتس .. ممكن بس حاجة صغيرة تبين الجمال ده ..ثم يخرج من جيب بدلته بروش ذهبى على شكل قرص الشمس و تخرج منه أحرف مثلثة تمثل أشعتها .. ثم يضعه بيده أسفل كتف فريسكا الايسر
فريسكا : ميرسى يا جوى ... و ماتزعلش من فرايد
جوى : مش زعلان .. أنا لو كنت مكانه كنت ح أعمل كده .. ويمكن أكتر
فى هذه الأثناء كان بيلى و زينة قد وصلا الى الكوشة و  توقفت الموسيقى و قد ظهر جوى فى أخر القاعة هو و السبعة بيتس من مساعديه يغادرون القاعة بعد أن قد أدوا مهمتهم ... و أقترب فرايد من فريسكا التى كانت تودع بنظرها جوى و فريقه فى أمتنان لما فعلوه .. و بمجرد أن أحست بوجود فرايد ألتفتت اليه و قالت فى نبرة سعادة و هى تشير الى البروش .. شفت جوى أدانى ايه ؟
فرايد : ورينى كده ! .. و انتزع بيديه البروش من على صدرها .. و ألقاه فى الأرض بعصبية بالغة .. و ما استقر على الأرض حتى نزل عليه بقدميه يدوسه فى عنف حتى تحطم تماما .. ثم رفع نظره الى فريسكا ليرى نظرات التعجب و عدم التصديق .. فشاح بوجهه بعيدا عنها لوهلة ... ثم عاد للنظر فى عينيها و قال .. أيه ؟! ... كنت ب أتفرج علي البروش ف وقع من أيدى غصب عنى .. عادى بتحصل .. ثم رفع يديه لأعلى و تظاهر بأنه يشير لأحد المعازيم قائلا .. أيوة أنا جايلك أهو .. و ترك فريسكا و أنصرف .. فريسكا ظلت متعجبة و تراقب بنظرها فرايد و هو يتحرك وتحاول أستيعاب ما فعله .. ثم ترتسم على وجهها ابتسامة مكتومة .. فقد أفتقدت غيرة فرايد عليها منذ فترة و لكنها سعيدة بتجددها فى هذه اللحظات

ويبدأ مايسترو الريل بلاير ف قيادة معزوفة موسيقية ثانية ذو ايقاع موسيقى سريع .. و بمجرد سماعها أنطلقت صيحات الأعجاب من أصدقء بيلى و زينة و أتجهوا نحوهما فى حركات تراقصية و جذب أصدقاء بيلى صديقهم من يديه ليشاركهم الرقص .. وكذلك فعل أصدقاء زينة
توب فيو لقاعة الفرح : يظهر بيلى و زينة و أصدقائهم يتراقصون بالقرب من الكوشة .. و من أمام الكوشة حتى أخر القاعة يجلس المعازيم فرحين بهذه الزيجة يتسامرون و يضحكون ..لم يكن أكثر المتشائمين  ليتخيل أن مثل هذه الليلة ستنقلب الى واحدة من أسوأ ليالى السيستم كله.

*************************************

  لينك الجزء الرابع